يقول تعالى : فإن آمنوا يعني الكفار من أهل الكتاب وغيرهم بمثل ما آمنتم به يا أيها المؤمنون من الإيمان بجميع كتب الله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم { فقد اهتدوا } أي فقد أصابوا الحق وأرشدوا إليه { وإن تولوا } أي عن الحق إلى الباطل بعد قيام الحجة عليهم { فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله } أي فسينصرك عليهم ويظفرك بهم { وهو السميع العليم } .
قال ابن أبي حاتم : قرأ علي يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرنا زياد بن يونس حدثنا نافع بن أبي نعيم قال : أرسل إلى بعض الخلفاء مصحف عثمان بن عفان ليصلحه قال زياد : فقلت له : إن الناس ليقولون إن مصحفه كان في حجره حين قتل فوقع الدم على { فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم } فقال نافع : بصرت عيني بالدم على هذه الاية وقد قدم وقوله { صبغة الله } قال الضحاك عن ابن عباس : دين الله وكذا روي عن مجاهد وأبي العالية وعكرمة وإبراهيم والحسن وقتادة والضحاك وعبد الله بن كثير وعطية العوفي والربيع بن أنس والسدي نحو ذلك وانتصاب صبغة الله إما على الإغراء كقوله { فطرة الله } أي الزموا ذلك عليكموه وقال بعضهم : بدلا من قوله { ملة إبراهيم } وقال سيبويه : هو مصدر مؤكد انتصب عن قوله { آمنا بالله } كقوله { وعد الله } وقد ورد في حديث رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه من رواية أشعث بن إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن نبي الله صلى الله عليه وسلّم قال [ إن بني إسرائيل قالوا : يا رسول الله هل يصبغ ربك ؟ فقال : اتقوا الله فناداه ربه : يا موسى سألوك هل يصبغ ربك ؟ فقل : نعم أنا أصبغ الألوان : الأحمر والأبيض والأسود والألوان كلها من صبغي ] وأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلّم { صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة } كذا وقع في رواية ابن مردويه مرفوعا وهو في رواية ابن أبي حاتم موقوف وهو أشبه إن صح إسناده والله أعلم