يقول تعالى ردا على من زعم أن له تعالى وتقدس ولدا من الملائكة كمن قال ذلك من العرب : إن الملائكة بنات الله فقال : { سبحانه بل عباد مكرمون } أي الملائكة عباد الله مكرمون عنده في منازل عالية ومقامات سامية وهم له في غاية الطاعة قولا وفعلا { لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون } أي لا يتقدمون بين يديه بأمر ولا يخالفونه فيما أمرهم به بل يبادرون إلى فعله وهو تعالى علمه محيط بهم فلا يخفى عليه منهم خافية { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } .
وقوله : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } كقوله { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } وقوله : { ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } في آيات كثيرة في معنى ذلك { وهم من خشيته } أي من خوفه ورهبته { مشفقون * ومن يقل منهم إني إله من دونه } أي من ادعى منهم أنه إله من دون الله أي مع الله { فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين } أي كل من قال ذلك وهذا شرط والشرط لا يلزم وقوعه كقوله { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين } وقوله { لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين }