يخبر تعالى عن استجابته لعبده ورسوله نوح عليه السلام حين دعا على قومه لما كذبوه { فدعا ربه أني مغلوب فانتصر } { وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا } ولهذا قال ههنا : { إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله } أي الذين آمنوا به كما قال : { وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل } وقوله : { من الكرب العظيم } أي من الشدة والتكذيب والأذى فإنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله D فلم يؤمن به منهم إلا القليل وكانوا يتصدون لأذاه ويتواصون قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل على خلافه وقوله : { ونصرناه من القوم } أي ونجيناه وخلصناه منتصرا من القوم { الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين } أي أهلكهم الله بعامة ولم يبق على وجه الأرض منهم أحد كما دعا عليهم نبيهم