يقول تعالى مخبرا عن المشركين فيما جهلوا وكفروا وعبدوا من دون الله ما لم ينزل به سلطانا يعني حجة وبرهانا كقوله : { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون } ولهذا قال ههنا : { ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم } أي ولا علم لهم فيما اختلقوه وائتفكوه وإنما هو أمر تلقوه عن آبائهم وأسلافهم بلا دليل ولا حجة وأصله مما سول لهم الشيطان وزينه لهم ولهذا توعدهم تعالى بقوله : { وما للظالمين من نصير } أي من ناصر ينصرهم من الله فيما يحل بهم من العذاب والنكال ثم قال : { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } أي وإذا ذكرت لهم آيات القرآن والحجج والدلائل الواضحات على توحيد الله وأنه لا إله إلا هو وأن رسله الكرام حق وصدق { يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا } أي يكادون يبادرون الذين يحتجون عليهم بالدلائل الصحيحة من القرآن ويبسطون إليهم أيديهم وألسنتهم بالسوء { قل } أي يا محمد لهؤلاء { أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا } أي النار وعذابها ونكالها أشد وأشق وأطم وأعظم مما تخوفون به أولياء الله المؤمنين في الدنيا وعذاب الاخرة على صنيعكم هذا أعظم مما تنالون منهم إن نلتم بزعمكم وإرادتكم وقوله : { وبئس المصير } أي وبئس النار مقيلا ومنزلا ومرجعا وموئلا ومقاما { إنها ساءت مستقرا ومقاما }