يخبر تعالى عما أنعم به على عبده ورسوله موسى الكليم عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم من إنزال التوارة عليه بعد ما أهلك فرعون وملأه وقوله تعالى : { من بعد ما أهلكنا القرون الأولى } يعني أنه بعد إنزال التوارة لم يعذب أمة بعامة بل أمر المؤمنين أن يقاتلوا أعداء الله من المشركين كما قال تعالى : { وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة * فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية } وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار حدثنا محمد وعبد الوهاب قالا : حدثنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض بعد ما أنزلت التوارة على وجه الأرض غير أهل القرية الذين مسخوا قردة بعد موسى ثم قرأ { ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى } الاية ورواه ابن أبي حاتم من حديث عوف بن أبي جميلة الأعرابي بنحوه وهكذا رواه أبو بكر البزار في مسنده عن عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان عن عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد موقوفا ثم رواه عن نصر بن علي عن عبد الأعلى عن عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلّم قال : [ ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل موسى ] ثم قرأ { ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى } الاية وقوله : { بصائر للناس وهدى ورحمة } أي من العمى والغي وهدى إلى الحق ورحمة أي إرشادا إلى العمل الصالح { لعلهم يتذكرون } أي لعل الناس يتذكرون به ويهتدون بسببه