يقول تعالى مخبرا عن قارون أنه خرج ذات يوم على قومه في زينة عظيمة وتجمل باهر من مراكب وملابس عليه وعلى خدمه وحشمه فلما رآه من يريد الحياة الدنيا ويميل إلى زخارفها وزينتها تمنوا أن لو كان لهم مثل الذي أعطي { يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم } أي ذو حظ وافر من الدنيا فلما سمع مقالتهم أهل العلم النافع قالوا لهم { ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا } أي جزاء الله لعباده المؤمنين الصالحين في الدار الاخرة خير مما ترون كما في الحديث الصحيح [ يقول الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرءوا إن شئتم { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } وقوله : { ولا يلقاها إلا الصابرون } ] قال السدي : ولا يلقى الجنة إلا الصابرون كأنه جعل ذلك من تمام الكلام الذين أوتوا العلم قال ابن جرير : ولا يلقى هذه الكلمة إلا الصابرون عن محبة الدنيا الراغبون في الدار الاخرة وكأنه جعل ذلك مقطوعا من كلام أولئك وجعله من كلام الله D وإخباره بذلك