يخبر تعالى أنه يقرع المشركين يوم القيامة على روؤس الخلائق فيسأل الملائكة الذين كان المشركون يزعمون أنهم يعبدون الأنداد التي هي على صورهم ليقربوهم إلى الله زلفى فيقول للملائكة { أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون } أي أنتم أمرتم هؤلاء بعبادتكم كما قال تعالى في سورة الفرقان { أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل } وكما يقول لعيسى E { أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق } وهكذا تقول الملائكة { سبحانك } أي تعاليت وتقدست عن أن يكون معك إله { أنت ولينا من دونهم } أي نحن عبيدك ونبرأ إليك من هؤلاء { بل كانوا يعبدون الجن } يعنون الشياطين لأنهم هم الذين زينوا لهم عبادة الأوثان وأضلوهم { أكثرهم بهم مؤمنون } كما قال تبارك وتعالى : { إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا * لعنه الله } قال الله D { فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا } أي لا يقع لكم نفع ممن كنتم ترجون نفعه اليوم من الأنداد والأوثان التي ادخرتم عبادتها لشدائدكم وكربكم [ اليوم لايملكون لكم نفعا ولا ضرا ] { ونقول للذين ظلموا } وهم المشركون { ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون } أي يقال لهم ذلك تقريعا وتوبيجا