يقول تعالى مهددا للكافرين بمحمد صلوات الله وسلامه عليه { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة } يعني يوم القيامة لفصل القضاء بين الأولين والاخرين فيجزي كل عامل بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولهذا قال تعالى : { وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور } كما قال الله تعالى : { كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا * وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى } وقال { هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك } الاية وقد ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير ـ ههنا ـ حديث الصور بطوله من أوله عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو حديث مشهور ساقه غير واحد من أصحاب المسانيد وغيرهم وفيه : أن الناس إذا اهتموا لموقفهم في العرصات تشفعوا إلى ربهم بالأنبياء واحدا واحدا من آدم فمن بعده فكلهم يحيد عنها حتى ينتهوا إلى محمد صلى الله عليه وسلّم فإذا جاؤوا إليه قال [ أنا لها أنا لها ] فيذهب فيسجد لله تحت العرش ويشفع عند الله في أن يأتي بفصل القضاء بين العباد فيشفعه الله ويأتي في ظلل من الغمام بعد ما تنشق السماء الدنيا وينزل من فيها من الملائكة ثم الثانية ثم الثالثة إلى السابعة وينزل حملة العرش والكروبيون قال : وينزل الجبار D في ظلل من الغمام والملائكة ولهم زجل من تسبيحهم يقولون : سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبوح قدوس سبحان ربنا الأعلى سبحان ذي السلطان والعظمة سبحانه سبحانه أبدا أبدا وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه ـ ههنا ـ أحاديث فيها غرابة والله أعلم فمنها ما رواه من حديث المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة بن عبد الله بن ميسرة عن مسروق عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال [ يجمع الله الأولين والاخرين لميقات يوم معلوم قياما شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي ] وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو بكر بن مقدم حدثنا معتمر بن سليمان سمعت عبد الجليل القيسي يحدث عن عبد الله بن عمرو { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام } الاية قال : يهبط حين يهبط وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب منها النور والظلمة والماء فيصوت الماء في تلك الظلمة صوتا تنخلع له القلوب قال : وحدثنا أبي حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي حدثنا الوليد قال : سألت زهير بن محمد عن قول الله { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام } قال : ظلل من الغمام منظوم من الياقوت مكلل بالجوهر والزبرجد وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في ظلل من الغمام قال : هو غير السحاب ولم يكن قط إلا لبني إسرائيل في تيههم حين تاهوا وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة } يقول : والملائكة يجيئون في ظلل من الغمام والله تعالى يجيء فيما يشاء وهي في بعض القراءات { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام } وهي كقوله { ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا }