يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في الدار الاخرة لحسن مآب وهو المرجع والمنقلب ثم فسره بقوله تعالى : { جنات عدن } أي جنات إقامة مفتحة لهم الأبواب والألف واللام ههنا بمعنى الإضافة كأنه يقول مفتحة لهم أبوابها أي إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن ثواب الهباري حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن مسلم يعني ابن هرمز عن ابن سابط عن عبد الله بن عمرو Bهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : [ إن في الجنة قصرا يقال له عدن حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف حبرة لا يدخله ـ أو لا يسكنه ـ إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عدل ] وقد ورد في ذكر أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة .
وقوله D : { متكئين فيها } قيل متربعين على سرر تحت الحجال { يدعون فيها بفاكهة كثيرة } أي مهما طلبوا وجدوا وأحضر كما أرادوا { وشراب } أي من أي أنواعه شاؤوا أتتهم به الخدام { بأكواب وأباريق وكأس من معين } { وعندهم قاصرات الطرف } أي عن غير أزواجهن فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن { أتراب } أي متساويات في السن والعمر هذا معنى قول ابن عباس Bهما ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب والسدي { هذا ما توعدون ليوم الحساب } أي هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة هي التي وعدها لعباده المتقين التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار ثم أخبر تبارك وتعالى عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا زوال ولا انقضاء ولا انتهاء فقال تعالى : { إن هذا لرزقنا ما له من نفاد } كقوله D { ما عندكم ينفد وما عند الله باق } وكقوله جل وعلا { عطاء غير مجذوذ } وكقوله تعالى : { لهم أجر غير ممنون } أي غير مقطوع وكقوله D : { أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار } والايات في هذا كثيرة جدا