يقول تبارك وتعالى مخبرا عن الإنسان أنه في حال الضراء يتضرع إلى الله D وينيب إليه ويدعوه وإذا خوله نعمة منه بغى وطغى وقال { إنما أوتيته على علم } أي لما يعلم الله تعالى من استحقاقي له ولولا أني عند الله خصيص لما خولني هذا قال قتادة على علم عندي على خبر عندي قال الله D : { بل هي فتنة } أي ليس الأمر كما زعم بل إنما أنعمنا عليه بهذه النعمة لنختبره فيما أنعمنا عليه أيطيع أم يعصي مع علمنا المتقدم بذلك فهي فتنة أي اختبار { ولكن أكثرهم لا يعلمون } فلهذا يقولون ما يقولون ويدعون ما يدعون { قد قالها الذين من قبلهم } أي قد قال هذه المقالة وزعم هذا الزعم وادعى هذه الدعوى كثير ممن سلف من الأمم { فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } أي فما صح قولهم ولا منعهم جمعهم وما كانوا يكسبون { فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء } أي من المخاطبين { سيصيبهم سيئات ما كسبوا } أي كما أصاب أولئك { وما هم بمعجزين } كما قال تبارك وتعالى مخبرا عن قارون أنه قال له قومه { لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين * قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون } وقال تعالى : { وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين } وقوله تبارك وتعالى : { أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي يوسعه على قوم ويضيقه على آخرين { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } أي لعبرا وحججا