ببسم الله الرحمن الرحيم ثم قال صحيح وفي صحيح البخاري 5045 عن أنس بن مالك أنه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلّم فقال كانت قراءته مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم وفي مسند الإمام أحمد 6 / 302 وسنن أبي داود 4001 وصحيح ابن خزيمة 493 ومستدرك الحاكم 1 / 232 عن أم سلمة Bها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقطع قراءته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وقال الدارقطني 1 / 313 إسناد صحيح وروى الإمام أبو عبد الله الشافعي 1 / 80 والحاكم في مستدركه 1 / 233 عن أنس أن معاوية صلى بالمدينة فترك البسملة فأنكر عليه من حضره من المهاجرين ذلك فلما صلى المرة الثانية بسمل وفي هذه الأحاديث والآثار التي أوردناها كفاية ومقنع في الإحتجاج لهذا القول عما عداها فأما المعارضات والروايات الغريبة وتطريقها وتعليقها وتضعيفها وتقريرها فله موضع آخر وذهب آخرون إلى أنه لا يجهر بالبسملة في الصلاة وهذا هو الثابت عن الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مغفل وطوائف من سلف التابعين والخلف وهو مذهب أبي حنيفة والثوري وأحمد بن حنبل وعند الإمام مالك أنه لا يقرأ البسملة بالكلية لا جهرا ولا سرا واحتجوا بما في صحيح مسلم 498 عن عائشة Bها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين وبما في الصحيحين خ 743 م 399 عن أنس بن مالك قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلّم وأبي بكر وعثمان فكانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين ولمسلم لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها ونحوه في السنن ت 244 س2 / 135 جه 815 عن عبد الله بن مغفل Bه فهذه مآخذ الأئمة رحمهم الله في هذه المسألة وهي قريبة لأنهم أجمعوا على صحة صلاة من جهر بالبسملة ومن أسر ولله الحمد والمنة .
فضائل بسم الله الرحمن الرحيم .
فصل في فضلها قال الإمام العالم الحبر أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم C في تفسيره حدثنا أبي حدثنا جعفر بن مسافر حدثنا زيد بن المبارك الصنعاني حدثنا سلام بن وهب الجندي حدثنا أبي عن طاوس عن ابن عباس أن عثمان بن عفان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال هو اسم من أسماء الله وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب وهكذا رواه أبو بكر بن مردويه عن سليمان بن أحمد عن علي بن المبارك عن زيد بن المبارك به وقد روى الحافظ ابن مردويه من طريقين عن إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن يحيى عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم إن عيسى ابن مريم عليه السلام أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم اكتب فقال ما أكتب قال بسم الله قال له عيسى وما بسم الله قال المعلم ما أدري قال له عيسى الباء بهاء الله والسين سناؤه والميم مملكته والله إله الآلهة والرحمن رحمن الدنيا والآخرة والرحيم رحيم الآخرة وقد رواه ابن جرير من حديث إبراهيم بن العلاء الملقب بابن زبريق عن إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي مليكة عمن حدثه عن ابن مسعود ومسعر عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم فذكره وهذا غريب جدا وقد يكون صحيحا إلى من دون رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقد يكون من الإسرائيليات لا من المرفوعات والله أعلم وقد روى جويبر عن الضحاك نحوه من قبله وقد روى ابن مردويه من حديث يزيد بن أبي خالد عن عبد الكريم أبي أمية عن سليمان بن بريدة وفي رواية عن عبد الكريم أبي أمية عن أبي بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال أنزلت علي آية لم تنزل على نبي غير سليمان بن داود وغيري وهي بسم الله الرحمن الرحيم وروي بإسناده عن عبد الكبير بن المعافى بن عمران عن أبيه عن عمر بن ذر عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال لما نزل بسم الله الرحمن الرحيم هرب الغيم إلى المشرق وسكنت الرياح وهاج البحر وأصغت البهائم بآذانها ورجمت الشياطين من السماء وحلف الله تعالى بعزته وجلاله أن لا يسمى اسمه على شيء إلا بارك فيه وقال وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فيجعل الله له من كل حرف منها جنة من كل واحد ذكره ابن عطية والقرطبي ووجهه ابن عطية ونصره بحديث