يقول تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام } أي : لا أحد أظلم ممن يفتري الكذب على الله ويجعل له أندادا وشركاء وهو يدعى إلى التوحيد والإخلاص ولهذا قال تعالى : { والله لا يهدي القوم الظالمين } ثم قال تعالى : { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم } أي يحاولون أن يردوا الحق بالباطل ومثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفىء شعاع الشمس بفيه وكما أن هذا مستحيل كذاك ذلك مستحيل ولهذا قال تعالى : { والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون } وقد تقدم الكلام على هاتين الايتين في سورة براءة بما فيه كفاية ولله الحمد والمنة