يأمر تعالى عباده بالإنفاق مما رزقهم في سبيله سبيل الخير ليدخروا ثواب ذلك عند ربهم ومليكهم وليبادروا إلى ذلك في هذه الحياة الدنيا { من قبل أن يأتي يوم } يعني يوم القيامة { لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة } أي لا يباع أحد من نفسه ولا يفادي بمال لو بذل ولو جاء بملء الأرض ذهبا ولا تنفعه خلة أحد يعني صداقته بل ولا نسابته كما قال { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } ولا شفاعة : أي ولا تنفعهم شفاعة الشافعين .
وقوله { والكافرون هم الظالمون } مبتدأ محصور في خبره أي ولا ظالم أظلم ممن وافى الله يومئذ كافرا وقد روى ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار أنه قال : الحمد لله الذي قال { والكافرون هم الظالمون } ولم يقل : والظالمون هم الكافرون