الغاشية : من أسماء يوم القيامة قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد لأنها تغشى الناس وتعمهم وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال : مر النبي صلى الله عليه وسلّم على امرأة تقرأ { هل أتاك حديث الغاشية } فقام يستمع ويقول : [ نعم قد جاءني ] وقوله تعالى : { وجوه يومئذ خاشعة } أي ذليلة قاله قتادة وقال ابن عباس : تخشع ولا ينفعها عملها وقوله تعالى : { عاملة ناصبة } أي قد عملت عملا كثيرا ونصبت فيه وصليت يوم القيامة نارا حامية قال الحافظ أبو بكر البرقاني : حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي حدثنا محمد بن إسحاق السراج حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا سيار حدثنا جعفر قال : سمعت أبا عمران الجوني يقول : مر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بدير راهب قال فناداه يا راهب فأشرف قال فجعل عمر ينظر إليه ويبكي فقيل له : يا أمير المؤمنين ما يبكيك من هذا ؟ قال : ذكرت قول الله D في كتابه : { عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية } فذاك الذي أبكاني .
وقال البخاري : قال ابن عباس { عاملة ناصبة } النصارى وعن عكرمة والسدي عاملة في الدنيا بالمعاصي وناصبة في النار بالعذاب والإهلاك قال ابن عباس والحسن وقتادة { تصلى نارا حامية } أي حارة شديدة الحر { تسقى من عين آنية } أي قد انتهى حرها وغليانها قاله ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي وقوله تعالى : { ليس لهم طعام إلا من ضريع } قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : شجر من النار وقال سعيد بن جبير : هو الزقوم وعنه أنها الحجارة وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو الجوزاء وقتادة : هو الشبرق قال قتادة : قريش تسميه في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع قال عكرمة : وهو شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض وقال البخاري : قال مجاهد : الضريع نبت يقال له الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم وقال معمر عن قتادة { ليس لهم طعام إلا من ضريع } هو الشبرق إذا يبس سمي الضريع وقال سعيد عن قتادة { ليس لهم طعام إلا من ضريع } من شر الطعام وأبشعه وأخبثه وقوله تعالى : { لا يسمن ولا يغني من جوع } يعني لا يحصل به مقصود ولا يندفع به محذور