يقول تعالى مجيبا لعبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السلام فيما أنهاه إليه من التبري من النصاري الملحدين الكاذبين على الله وعلى رسوله ومن رد المشيئة فيهم إلى ربه D فعند ذلك يقول تعالى : { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم } قال الضحاك : عن ابن عباس يقول : يوم ينفع الموحدين توحيدهم { لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا } أي ماكثين فيها لا يحولون ولا يزولون Bهم ورضوا عنه كما قال تعالى : { ورضوان من الله أكبر } وسيأتي ما يتعلق بتلك الاية من الحديث وروى ابن أبي حاتم ها هنا حديثا عن أنس فقال : حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا المحاربي عن ليث عن عثمان يعني ابن عمير أخبرنا اليقظان عن أنس مرفوعا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيه [ ثم يتجلى لهم الرب جل جلاله فيقول : سلوني سلوني أعطكم ـ قال ـ فيسألونه الرضا فيقول رضاي أحلكم داري وأنالكم كرامتي فسلوني أعطكم فيسألونه الرضا ـ قال ـ فيشهدهم أنه قد رضي عنهم سبحانه وتعالى ] .
وقوله { ذلك الفوز العظيم } أي هذا الفوز الكبير الذي لا أعظم منه كما قال تعالى : { لمثل هذا فليعمل العاملون } وكما قال { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } وقوله { لله ملك السموات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير } أي هو الخالق للأشياء المالك لها المتصرف فيها القادر عليها فالجميع ملكه وتحت قهره وقدرته وفي مشيئته فلا نظير له ولا وزير ولا عديل ولا والد ولا ولد ولا صاحبة ولا إله غيره ولا رب سواه قال ابن وهب : سمعت حيي بن عبد الله يحدث عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال آخر سورة أنزلت سورة المائدة