يخبر تعالى أنهم لما عتوا وتمردوا مع ابتلائه إياهم بالايات المتواترة واحدة بعد واحدة انتقم منهم بإغراقه إياهم في اليم وهو البحر الذي فرقه لموسى فجاوزه وبنو إسرائيل معه ثم ورده فرعون وجنوده على أثرهم فلما استكملوا فيه ارتطم عليهم فغرقوا عن آخرهم وذلك بسبب تكذيبهم بآيات الله وتغافلهم عنها وأخبر تعالى أنه أورث القوم الذين كانوا يستضعفون وهم بنو إسرائيل مشارق الأرض ومغاربها كما قال تعالى : { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون } وقال تعالى : { كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوما آخرين } وعن الحسن البصري وقتادة في قوله { مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها } يعني الشام وقوله { وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا } قال مجاهد وابن جرير وهي قوله تعالى : { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون } وقوله { ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه } أي وخربنا ما كان فرعون وقومه يصنعونه من العمارات والمزارع { وما كانوا يعرشون } قال ابن عباس ومجاهد { يعرشون } يبنون