يقول تعالى : { قل } لهم يا محمد { هل تربصون بنا } أي تنتظرون بنا { إلا إحدى الحسنيين } شهادة أو ظفر بكم قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم { ونحن نتربص بكم } أي ننتظر بكم { أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا } أي ننتظر بكم هذا أو هذا إما { أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا } بسبي أو بقتل { فتربصوا إنا معكم متربصون } وقوله تعالى : { قل أنفقوا طوعا أو كرها } أي مهما أنفقتم من نفقة طائعين أو مكرهين { لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين } ثم أخبر تعالى عن سبب ذلك وهو أنهم لا يتقبل منهم { إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله } أي والأعمال إنما تصح بالإيمان { ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى } أي ليس لهم قصد صحيح ولا همة في العمل { ولا ينفقون } نفقة { إلا وهم كارهون } وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلّم أن الله لا يمل حتى تملوا وأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا فلهذا لا يقبل الله من هؤلاء نفقة ولا عملا لأنه إنما يتقبل من المتقين