يقول تعالى : واذكروا نعمتي عليكم في عفوي عنكم لما عبدتم العجل بعد ذهاب موسى لميقات ربه عند انقضاء أمد المواعدة وكانت أربعين يوما وهي المذكورة في الأعراف في قوله تعالى : { وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر } قيل إنها : ذو القعدة بكماله وعشر من ذي الحجة وكان ذلك بعد خلاصهم من فرعون وإنجائهم من البحر وقوله تعالى : { وإذ آتينا موسى الكتاب } يعني التوراة { والفرقان } وهو ما يفرق بين الحق والباطل والهدى والضلالة { لعلكم تهتدون } وكان ذلك أيضا بعد خروجهم من البحر كما دل عليه سياق الكلام في سورة الأعراف ولقوله تعالى : { ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون } وقيل : الواو زائدة والمعنى ولقد آتينا موسى الكتاب الفرقان وهذا غريب وقيل عطف عليه وإن كان المعنى واحدا كما في قول الشاعر : .
( وقدمت الأديم لراقشيه ... فألفى قولها كذبا ومينا ) .
وقال الاخر : .
( ألا حبذا هند وأرض بها هند ... وهند أتى من دونها النأي والبعد ) .
فالكذب هو المين والنأي : هو البعد وقال عنترة : .
( حييت من طلل تقادم عهده ... أقوى وأقفر بعد أم الهيثم ) .
فعطف الإقفار على الإقواء وهو هو