يقول تعالى منكرا وذاما للمتخلفين عن الجهاد الناكلين عنه مع القدرة عليه ووجود السعة والطول واستأذنوا الرسول في القعود وقالوا { ذرنا نكن مع القاعدين } ورضوا لأنفسهم بالعار والقعود في البلد مع النساء وهن الخوالف بعد خروج الجيش فإذا وقع الحرب كانوا أجبن الناس وإذا كان أمن كانوا أكثر الناس كلاما كما قال تعالى عنهم في الاية الأخرى : { فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد } أي علت ألسنتهم بالكلام الحاد القوي في الأمن وفي الحرب أجبن شيء وكما قال الشاعر : .
أفي السلم أعيار أجفاء وغلظة وفي الحرب أشباه النساء الفوارك ؟ .
وقال تعالى في الاية الأخرى { ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم } الاية وقوله { وطبع على قلوبهم } أي بسبب نكولهم عن الجهاد والخروج مع الرسول في سبيل الله { فهم لا يفقهون } أي لا يفهمون ما فيه صلاح لهم فيفعلوه ولا ما فيه مضرة لهم فيجتنبوه