لما أخبر تعالى عن حال السعداء الذين يضاعف لهم الحسنات ويزدادون على ذلك عطف بذكر حال الأشقياء فذكر تعالى عدله فيهم وأنه يجازيهم على السيئة بمثلها لا يزيدهم على ذلك { وترهقهم } أي تعتريهم وتعلوهم ذلة من معاصيهم وخوفهم منها كما قال : { وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل } الاية وقال تعالى : { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رؤوسهم } الايات وقوله : { ما لهم من الله من عاصم } أي مانع ولا واق يقيهم العذاب كقوله تعالى : { يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لا وزر * إلى ربك يومئذ المستقر } وقوله : { كأنما أغشيت وجوههم } الاية إخبار عن سواد وجوههم في الدار الاخرة كقوله تعالى : { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم ؟ فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون } وقوله تعالى : { وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة * ووجوه يومئذ عليها غبرة } الاية