هؤلاء صنف آخر كانو مستضعفين بمكة مهانين في قومهم فوافقوهم على الفتنة ثم إنهم أمكنهم الخلاص بالهجرة فتركوا بلادهم وأهليهم وأموالهم ابتغاء رضوان الله وغفرانه وانتظموا في سلك المؤمنين وجاهدوا معهم الكافرين وصبروا فأخبر تعالى أنه من بعدها أي تلك الفعلة وهي الإجابة إلى الفتنة لغفور لهم رحيم بهم يوم معادهم { يوم تأتي كل نفس تجادل } أي تحاج { عن نفسها } ليس أحد يحاج عنها لا أب ولا ابن ولا أخ ولا زوجة { وتوفى كل نفس ما عملت } أي من خير وشر { وهم لا يظلمون } أي لا ينقص من ثواب الخير ولا يزاد على ثواب الشر ولا يظلمون نقيرا