النوع الثالث والأربعون .
في المحكم والمتشابه .
3743 - قال تعالى هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات وقد حكى ابن حبيب النيسابوري في المسألة ثلاثة أقوال .
أحدها أن القرآن كله محكم لقوله تعالى كتاب أحكمت أياته .
الثاني كله متشابه لقوله تعالى كتابا متشابها مثاني .
الثالث وهو الصحيح إنقسامه إلى محكم ومتشابه للآية المصدر بها .
والجواب عن الآيتين أن المراد بإحكامه إتقانه وعدم تطرق النقص والاختلاف إليه وبتشابهه كونه يشبه بعضه بعضا في الحق والصدق والإعجاز .
3744 - وقال بعضهم الآية لا تدل على الحصر في الشيئين إذ ليس فيها شيء من طرقه وقد قال تعالى لتبين للناس ما نزل إليهم والمحكم لا تتوقف معرفته على البيان والمتشابه لا يرجى بيانه .
3745 - وقد اختلف في تعيين المحكم والمتشابه على أقوال .
فقيل المحكم ما عرف المراد منه إما بالظهور وإما بالتأويل والمتشابه ما استأثر الله بعلمه كقيام الساعة وخروج الدجال والحروف المقطعة في أوائل السور .
وقيل المحكم ما وضح معناه والمتشابه نقيضه .
وقيل المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا والمتشابه ما احتمل أوجها