وخمسين وأسرف غيره في ذلك حتى بلغ بها نيفا وتسعين كما ذكره صاحب التبيان .
واعتمد هذا وذاك على إطلاقات واردة في كثير من الآيات والسور وفاتهما أن يفرقا بين ما جاء من تلك الألفاظ على أنه اسم وما ورد على أنه وصف ويتضح ذلك لك على سبيل التمثيل في عدهما من الأسماء لفظ قرآن ولفظ كريم أخذا من قوله تعالى إنه لقرءان كريم 56 الواقعة 77 كما عدا من الأسماء لفظ ذكر ولفظ مبارك اعتمادا على قوله تعالى وهذا ذكر مبارك أنزلنه 21 الأنبياء 50 على حين أن لفظ قرآن وذكر في الآيتين مقبول كونهما اسمين .
أما لفظ كريم ومبارك فلا شك أنهما وصفان كما ترى .
والخطب في ذلك سهل يسير بيد أنه مسهب طويل حتى لقد أفرده بعضهم بالتأليف .
وفيما ذكرناه كفاية وعلى الله قصد السبيل 16 النحل 9 .
القرآن في الاصطلاح .
معلوم أن القرآن كلام الله وأن كلام الله غير كلام البشر ما في ذلك ريب ومعلوم أيضا أن الإنسان له كلام قد يراد به المعنى المصدري أي التكلم وقد يراد به المعنى الحاصل بالمصدر أي المتكلم به .
وكل من هذين المعنيين لفظي ونفسي .
فالكلام البشري اللفظي بالمعنى المصدري هو تحريك الإنسان للسانه وما يساعده في إخراج الحروف من المخارج .
والكلام اللفظي بالمعنى الحاصل بالمصدر هو تلك الكلمات المنطوقة التي هي كيفية في الصوت الحسي وكلا هذين ظاهر لا يحتاج إلى توضيح .
أما الكلام النفسي بالمعنى المصدري فهو تحضير الإنسان في نفسه بقوته المتكلمة الباطنة للكلمات التي لم تبرز إلى الجوارح فيتكلم بكلمات متخيلة يرتبها في الذهن بحيث إذا تلفظ بها بصوت حسي كانت طبق كلماته اللفظية .
والكلام النفسي بالمعنى الحاصل بالمصدر هو تلك الكلمات النفسية والألفاظ الذهنية المترتبة ترتبا ذهنيا منطبقا عليه الترتب الخارجي .
ومن الكلام البشري النفسي بنوعيه قوله تعالى فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر 12 يوسف 77 .
ومنه الحديث الشريف الذي رواه الطبراني عن أم سلمة أنها سمعت رسول الله وقد سأله رجل فقال إني لأحدث نفسي بالشيء لو تكلمت به لأحبطت أجري فقال عليه السلام لا يلقى ذلك الكلام إلا مؤمن فأنت ترى أن النبي سمى ذلك الشيء الذي تحدثت به النفس كلاما مع أنه كلمات ذهنية لم ينطق بها الرجل مخافة أن يحبط بها أجره .
وهذا الإطلاق من الرسول يحمل على الحقيقة لأنها الأصل ولا صارف عنها .
كذلكم القرآن كلام الله ولله المثل الأعلى قد يطلق ويراد به الكلام النفسي وقد