فإنهما لم يختلفا في تفسيره ولا أحكامه وإنما اختلفا في قراءة حروفه .
وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبع وهو جهل قبيح اه .
11 - علاج الشبهات الواردة .
على أصل الموضوع .
أعداء الإسلام في كثرة ونشاط ويقظة وبين المسلمين جهلة يؤذون الإسلام والأمة بأشد مما يؤذيه أعداؤه على حد قول القائل .
لايبلغ الأعداء من جاهل ... ما يبلغ الجاهل من نفسه .
وقد نرى ونسمع اتهامات وشبهات مرة من هنا ومرة من هناك فمن واجب الأمانة في أعناقنا أن نبدد ظلمات هذه الشبهات والتهم بما بين أيدينا من أنوار العلم وأسلحة الحجج .
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل 33 الأحزاب 4 .
الشبهة الأولى يقولون إن أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف تثبت الاختلاف في القرآن مع أن القرآن نفسه يرفع الاختلاف عن نفسه إذ يقول أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلفا كثيرا 4 النساء 82 .
وذلك تناقض ولا ندري أيهما يكون الصادق .
والجواب أن الاختلاف الذي تثبته تلك الأحاديث غير الاختلاف الذي ينفيه القرآن .
وهذا كاف في دفع التناقض فكلاهما صادق .
وبيان ذلك أن الأحاديث الشريفة تثبت الاختلاف بمعنى التنويع في طرق أداء القرآن والنطق بألفاظه في دائرة محدودة لا تعدو سبعة أحرف وبشرط التلقي فيها كلها عن النبي .
أما القرآن فينفي الاختلاف بمعنى التناقض والتدافع بين معاني القرآن وتعاليمه مع ثبوت التنويع في وجوه التلفظ والأداء السابق .
ومعنى ذلك أن نزول القرآن على سبعة أحرف لا يلزم منه تناقض ولا تخاذل ولا تضاد ولاتدافع بين مدلولات القرآن ومعانيه وتعاليمه ومراميه بعضها مع بعض .
بل القرآن كله سلسلة واحدة متصلة الحلقات محكمة السور والآيات متآخذة المبادئ والغايات مهما تعددت طرق قراءته ومهما تنوعت فنون أدائه .
وللمحقق ابن الجزري كلام نفيس يتصل بهذا الموضوع ننقل إليك شيئا منه بقليل من التصرف إذ يقول قد تدبرنا اختلاف القراءات فوجدناه لا يخلو من ثلاثة أحوال