اختلفوا فيه فقال بعضهم مكي وبعضهم مدني فهذه خمسة وعشرون وجها من لم يعرفها ويميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالى ا ه .
قال السيوطي بعد أن أورد هذا وقد أشبعت الكلام على هذه الأوجه فمنها ما أفردته بنوع ومنها ما تكلمت عليه في ضمن بعض الأنواع .
ا ه وجزاهم الله أحسن الجزاء .
وجوه تتعلق بالمكي والمدني .
نبه السيوطي عند كلامه في هذا المبحث إلى أن هناك وجوها في المكي والمدني .
منها ما تستطيع أن تفهمه مما قصصناه عليك آنفا .
ومنها ما يشبه تنزيل المدني في السور المكية في قوله تعالى في سورة النجم الذين يجتنبون كبائر الإثم والفوحش إلا اللمم 53 النجم 32 قال السيوطي في توجيهه ما نصه فإن الفواحش كل ذنب فيه حد والكبائر كل ذنب عاقبته النار واللمم ما بين الحدين من الذنوب ولم يكن بمكة حد ولا نحوه ا ه لكن فيه نظر من وجهين أحدهما أن تفسير الفواحش بما ذكر غير متفق عليه بل فسرها غيره بأنها الكبائر مطلقا .
وفسرها آخر بما يكبر عقابه دون تخصيص بحد .
وفسرها السيوطي نفسه في سورة الأنعام بأنها الكبائر .
والثاني أن بعضهم يستثني هذه الآية من سورة النجم المكية وينص على أنها مدنية .
ومنها ما يشبه تنزيل المكي في السور المدنية نحو سورة والعديت ضبحا 100 العاديات 1 وكقوله سبحانه في سورة الأنفال المدنية وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك 8 الأنفال 32 الخ .
وفي هذا نظر أيضا فإن المعروف أن سورة والعاديات من السور المكية كما سبق وأن آية وإذ قالوا اللهم الخ منصوص على أنها نزلت بمكة كما نقل السيوطي نفسه عن مقاتل وقال إنها مستثناة من سورة الأنفال المدنية .
بل نص بعضهم على أن هذه الآية مع آيتين قبلها وأربع بعدها كلها مكيات مستثنيات من سورة الأنفال المدنية .
ومنها ما حمل من مكة إلى المدينة نحو سورة يوسف وسورة الإخلاص وسورة سبح .
ومنها ما حمل من المدينة إلى مكة نحو آية الربا في سورة البقرة المدنية وصدر سورة التوبة المدنية .
ومنها ما حمل إلى الحبشة نحو سورة مريم فقد صح أن جعفر بن أبي طالب قرأها على النجاشي