واصطلاح كتابته .
فقد تخطىء المطبعة في الطبع وقد يخفى على القارىء بعض أحكام تجويده كالقلقلة والإظهار والإخفاء والإدغام والروم والإشمام ونحوها فضلا عن خفاء تطبيقها .
ولهذا قرر العلماء أنه لا يجوز التعويل على المصاحف وحدها .
بل لا بد من التثبت في الأداء والقراءة بالأخذ عن حافظ ثقة .
وإن كنت في شك فقل لي بربك هل يستطيع المصحف وحده بأي رسم يكون أن يدل قارئا أيا كان على النطق الصحيح بفواتح السور الكريمة مثل كهيعص حم عسق طسم ومن هذا الباب الروم والإشمام في قوله سبحانه ما لك لا تأمنا على يوسف 12 يوسف 11 من كلمة لا تأمنا .
المزية الثانية اتصال السند برسول الله وتلك خاصة من خواص هذه الأمة الإسلامية امتازت بها على سائر الأمم .
قال ابن حزم نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي مع الاتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل .
وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من كتب اليهود ولكن لا يقربون فيه من موسى قربنا من محمد .
بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصرا .
إنما يبلغون إلى شمعون ونحوه .
ثم قال وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق .
وأما النقل المشتمل على طريق فيه كذاب أو مجهول العين فكثير في نقل اليهود والنصارى .
وأما أقوال الصحابة والتابعين فلا يمكن اليهود أن يبلغوا صاحب نبي أو تابعي ولا يمكن النصارى أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولص .
ا ه .
هل رسم المصحف توقيفي .
للعلماء في رسم المصحف آراء ثلاثة .
الرأي الأول أنه توقيفي لا تجوز مخالفته .
وذلك مذهب الجمهور .
واستدلوا بأن النبي كان له كتاب يكتبون الوحي وقد كتبوا القرآن فعلا بهذا الرسم وأقرهم الرسول على كتابتهم ومضى عهده والقرآن على هذه الكتبة لم يحدث فيه تغيير ولا تبديل .
بل ورد أنه كان يضع الدستور لكتاب الوحي في رسم القرآن وكتابته .
ومن ذلك قوله لمعاوية وهو من كتبة الوحي ألق ألدواة وحرف القلم وأنصب الباء وفرق السين ولا تعور الميم وحسن الله ومد الرحمن وجود الرحيم وضع قلمك على أذنك اليسرى فإنه أذكر لك .
ثم جاء أبو بكر فكتب القرآن بهذا الرسم في صحف ثم حذا حذوه عثمان في