بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان .
نحمده سبحانه على هذه النعم المترادفة ونصلي ونسلم على من نشر في العالم هدايته وعوارفه سيدنا ومولانا محمد شارح الكتاب الحكيم بسنته ومفسر القرآن الكريم برسالته وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون وشمل الله برضوانه وإحسانه آل الرسول وأصحابه وأتباعه وأحبابه والعلماء العاملين وأصحاب الحقوق علينا أجمعين .
أما بعد فهذا هو الجزء الثاني من كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن وكتبته لقرائي الأكرمين كما كتبت لهم الجزء الأول ضارعا إلى الله جلت قدرته أن يسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأن يؤيدنا فيه بالإخلاص والتوفيق حتى يكون ذخيرة عنده نافعة كما أسأله سبحانه أن يلطف بالبلاد والعباد إنه تعالى الكريم الجواد الفتاح الوهاب لا رب غيره ولا مأمول إلا خيره وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير آمين .
ولقد نهجت في هذا الجزء منهج سابقه ورتبت مباحثه على مباحثه وبما أن ذاك قد قطع أحد عشر مبحثا فلنفتتح هذا بما يليها عدا وهو