أبيح أداؤه بالمعنى لذهب إعجازه وكان مظنة للتغيير والتبديل واختلاف الناس في أصل التشريع والتنزيل .
أما الحديث القدسي والحديث النبوي فليست ألفاظهما مناط إعجاز ولهذا أباح الله روايتهما بالمعنى ولم يمنحهما تلك الخصائص والقداسة الممتازة التي منحها القرآن الكريم تخفيفا على الأمة ورعاية لمصالح الخلق في الحالين من منح ومنع إن الله بالناس لرءوف رحيم 22 الحج 65 .
مدة هذا النزول .
وابتدأ هذا الإنزال من مبعثه E وانتهى بقرب انتهاء حياته الشريفة وتقدر هذه المدة بعشرين أو ثلاثة وعشرين أو خمسة وعشرين عاما تبعا للخلاف في مدة إقامته في مكة بعد البعثة أكانت عشر سنين أم ثلاث عشرة أم خمس عشرة سنة .
أما مدة إقامته بالمدينة فعشر سنين اتفاقا .
كذلك قال السيوطي .
ولكن بعض محققي تاريخ التشريع الإسلامي يذكر أن مدة مقامه بمكة اثنتا عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوما من 17 رمضان سنة 41 من مولده الشريف إلى أول ربيع الأول 54 منه .
أما مدة إقامته في المدينة بعد الهجرة فهي تسع سنوات وتسعة أشهر وتسعة أيام من أول ربيع الأول سنة 54 من مولده إلى تاسع ذي الحجة سنة 63 منه .
ويوافق ذلك سنة عشر من الهجرة .
وهذا التحقيق قريب من القول بأن مدة إقامته في مكة ثلاث عشرة سنة وفي المدينة عشر سنين وأن مدة الوحي بالقرآن ثلاثة وعشرون عاما .
لكن هذا التحقيق لا يزال في حاجة إلى تحقيقات ثلاثة ذلك لأنه أهمل من حسابه باكورة الوحي إليه عن طريق الرؤيا الصادقة ستة أشهر على حين أنها ثابتة في الصحيح .
ثم جرى فيه على أن ابتداء نزول القرآن كان ليلة السابع عشر من رمضان وهي ليلة القدر على بعض الآراء غير أنه يخالف المشهور الذي يؤيده الصحيح ثم ذهب فيه مذهب القائلين بأن آخر ما نزل من القرآن هو آية اليوم أكملت لكم دينكم 5 المائدة 3 .
وذلك في تاسع ذي الحجة سنة عشر من الهجرة وسترى في مبحث آخر ما نزل من القرآن أن هذا المذهب غير صحيح .
دليل تنجيم هذا النزول .
والدليل على تفرق هذا النزول وتنجيمه قول الله تعالت حكمته في سورة الإسراء وقرءانا فرقنه لتقرأه على الناس على مكث ونزلنه تنزيلا 17 الإسراء 106 وقوله في سورة الفرقان وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرءان جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلنه ترتيلا ولا يأتونك بمثل إلا جئتك بالحق وأحسن تفسيرا 25 الفرقان 32 33