السحرة صبرا عن المسارعة إلى الإعتراف والخضوع للحق بعد ما تبين مهما كلفهم ذلك أن يقتلوا أو يصلبوا وقالوا لفرعون مليكهم ومعبودهم بالأمس لن نؤثرك على ما جاءنا من البينت والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحيوة 20 طه 72 .
اقرأ إن شئت الآيات بعدها في سورة طه إلى قوله سبحانه وذلك جزاء من تزكى 20 طه 76 .
قل مثل ذلك في معجزة كل رسول أرسله الله قله في عيسى عليه السلام وإبرائه الأكمه والأبرص وإحيائه الموتى وخلقه من الطين كهيئة الطير بإذن الله أمام قوم نبغوا في الطب أيما نبوغ ومهروا فيه أيما مهارة .
وقل مثل ذلك وأكثر من ذلك في خاتم الأنبياء سيدنا ومولانا محمد وما جاء به من آيات بينات ومعجزات واضحات وحسبك القرآن وحده برهانا ساطعا بل براهين ساطعات كل مقدار ثلاث آيات منه حجة قاطعة تقوم في فم الدنيا إلى يوم الساعة .
تتحدى العالم بما يكون فيها من أسرار الفصاحة والبيان والعلوم والمعارف وأنباء الغيب وشواهد الحق .
أضف إلى ذلك أن الذين شوفهوا بخطابه عند مهبط الوحي كانوا أئمة الفصاحة وفرسان البلاغة بضاعتهم الكلام والتفنن في إجادته .
وصناعتهم التنافس في النثر وديباجته والشعر ورونقه وكرامتهم مرتبطة بما يجيدون في هذا الباب لا بما يجمعون من الذهب أو يحملون من ألقاب .
حتى بلغوا في هذا الميدان شأوا لا يبارى وغاية لا تدرك .
وما يكون لنا أن نطلق العنان هنا للقلم .
وإلا ضاق بنا التأليف والزمن .
وأنت خبير بإعجاز القرآن وما كتب في إعجاز القرآن .
فاكتف بهذه الإشارة الخاطفة .
وإن أردت المزيد فعليك بما كتب في إعجاز القرآن .
د - دفع الشبهات .
ولكني أعالج بين يديك لهذه المناسبة شبهات عشرا يرددها كثير من المفتونين .
الشبهة الأولى يقولون إن المعجزات شأنها شأن كثير من المخترعات .
فإذا كان فيها طرافة أو دهشة أو عجب فكذلك آثار العلم ومدهشاته فيما نرى ونسمع .
والجواب تعرفه مما ذكرناه آنفا في بحث المعجزة .
مما يتبين به الفرق بعيدا والبون