الخاص مقصور على شخص سببه الخاص في الحكم .
وهذا محل اتفاق بين العلماء لمكان التكافؤ والتساوي بين السبب وما نزل فيه .
وأمثلة الأول وهو العام فيهما كثيرة .
منها الآيات النازلة في غزوة بدر والآيات النازلة في غزوة أحد من سورة آل عمران .
ومثال الثاني وهو الخاص فيهما قوله سبحانه في سورة الليل وسيجنبها الأتقى الذي يؤتى ماله يتزكى 92 الليل 17 18 .
قال الجلال المحلي هذا نزل في الصديق Bه لما اشترى بلالا المعذب على إيمانه وأعتقه .
فقال للكفار إنما فعل ذلك ليد كانت له عنده فنزلت وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى 92 الليل 19 21 .
واعلم أن هذا التمثيل لا يستقيم إلا على اعتبار أن أل في لفظ الأتقى للعهد والمعهود هو الصديق Bه .
وتارة يأتي الجواب المستقل غير متكافئ مع السبب في عمومه وخصوصه .
وتحت ذلك صورتان إحداهما عقلية محضة غير واقعة وهي أن يكون السبب عاما واللفظ خاصا .
وإنما كانت عقلية محضة وفرضية غير واقعة لأن حكمة الشارع تجل عن أن تأتي بجواب قاصر لا يتناول جميع أفراد السبب .
أضف إلى ذلك أنه يخل ببلاغة القرآن القائمة على رعاية مقتضيات الأحوال .
وهل يعقل أن يسأل سائل فيقول مثلا هل يجوز لجماعة المسلمين أن يدافعوا عن أنفسهم ويقاتلوا من قاتلهم فيأتي الجواب قائلا لك أنت أن تدافع عن نفسك وتقاتل من قاتلك .
الصورة الثانية هي عموم اللفظ وخصوص سببه .
8 - عموم اللفظ وخصوص سببه .
ومعناه أن يأتي الجواب أعم من السبب ويكون السبب أخص من لفظ الجواب .
وذلك جائز عقلا وواقع فعلا لأنه لا محظور فيه ولا قصور بل إن عمومه مع خصوص سببه موف بالغاية ومؤد للمقصود وزيادة .
بيد أن العلماء اختلفوا في حكمه أعموم اللفظ هو المعتبر أم خصوص السبب .
ذهب الجمهور إلى أن الحكم يتناول كل أفراد اللفظ سواء منها أفراد السبب وغير أفراد السبب .
ولنضرب لك مثلا حادثة قذف هلال بن أمية لزوجته وقد نزل فيها قول الله تعالى والذين يرمون أزواجهم 24 النور 6 الخ نلاحظ فيها أن السبب خاص وهو قذف هلال هذا لكن جاءت الآية النازلة فيه بلفظ عام كما ترى وهو لفظ والذين يرمون أزواجهم .
وهو اسم موصول والموصول من صيغ العموم وقد جاء الحكم بالملاعنة في