بأهله وآنس من جانب الطور نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا إلى ما وقع له فيها من المناجاة لربه وبعثه إياه رسولا وما استتبع ذلك إلى آخر القصة .
فكانت السورة شارحة لما أجمل في السورتين معا على الترتيب .
وبذلك عرف وجه الحكمة في تقديم طس على هذه وتأخيرها عن الشعراء فلله الحمد على ما ألهم .
سورة العنكبوت .
أقول ظهر لي في وجه اتصالها بما قبلها أنه تعالى لما أخبر في أول السورة السابقة عن فرعون أنه علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم 4 افتتح هذه السورة بذكر المؤمنين الذين فتنهم الكفار وعذبوهم على الإيمان بعذاب دون ما عذب به قوم فرعون بني إسرائيل تسلية لهم بما وقع لمن قبلهم وحثا لهم على الصبر ولذلك قال هنا ولقد فتنا الذين من قبلهم 3 وهذه أيضا من حكم تأخير القصص على طس .
وأيضا فلما كان في خاتمة القصص الإشارة إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلّم وفي خاتمة هذه الإشارة إلى هجرة المؤمنين بقوله يا عبادي إن أرضى واسعة 56 ناسب تتاليهما