قد تصنع لأبواب الصنعة حتى حشي جميع شعره منها واجتهد أن لا يفوته بيت إلا وهو يملؤه من الصنعة كما صنع أبو تمام في لاميته .
متى أنت عن ذهلية الحي ذاهل ... وصدرك منها مدة الدهر آهل .
تطل الطلول الدمع في كل موقف ... وتمثل بالصبر الديار المواثل .
دوارس لم يجف الربيع ربوعها ... ولا مر في أغفالها وهو غافل .
فقد سحبت فيها السحاب ذيولها ... وقد أخملت بالنور تلك الخمائل .
تعفين من زاد العفاة إذا انتحي ... على الحي صرف الأزمة المتماحل .
لهم سلف سمر العوالي وسامر ... وفيهم جمال لا يغيض وجامل .
ليالي أضللت العزاء وخزلت ... بعقلك آرام الخدور العقائل .
من الهيف لو أن الخلاخيل صيرت ... لها وشحا جالت عليه الخلاخل .
مها الوحش إلا أن هاتا أوانس ... قنا الخط إلا أن تلك ذوابل .
هوى كان خلسا إن من أطيب الهوى ... هوى جلت في أفيائه وهو خامل .
ومن الأدباء من عاب عليه هذه الأبيات ونحوها على ما قد تكلف فيها من البديع وتعمل من الصنعة فقال قد أذهب ماء هذا الشعر ورونقه وفائدته