وكقوله ليظهره على الدين كله .
وكقوله فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين .
فامتنعوا من المباهلة ولو أجابوا إليها اضطرمت عليهم الأودية نارا على ما ذكر في الخبر .
وكقوله قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه ابدا بما قدمت أيديهم ولو تمنوه لوقع بهم فهذا وما أشبهه فصل .
وأما الوجه الثاني الذي ذكرناه من إخباره عن قصص الأولين وسير المتقدمين فمن العجيب الممتنع على من لم يقف على الأخبار ولم يشتغل بدرس الآثار وقد حكي في القرآن تلك الأمور حكاية من شهدها وحضرها .
ولذلك قال الله تعالى وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون .
وقال وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين .
وقال وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك فبين وجه دلالته من إخباره بهذه الأمور الغائبة السالفة