يقال للمستخلف : خليفة ؛ فالخليفة تجمع خلائف والخليف : خلفاء والمعنى أنه جعلكم خلفاءه في أرضه قد ملككم مقاليد التصريف فيها وسلطكم على ما فيها وأباح لكم منافعها لتشكروه بالتوحيد والطاعة " فمن كفر " منكم وغمط مثل هذه النعمة السنية فوبال كفره راجع عليه وهو مقت الله الذي ليس وراءه خزي وصغار وخسارة الآخرة الذي ما بقي بعده خسار والمقت : أشد البغض . ومنه قيل لمن ينكح امرأته أبيه : مقتي لكونه ممقوتا في كل قلب . وهو خطاب للناس . وقيل : خطاب لمن بعث إليهم رسول الله A أي جعلكم فعليه جزاء كفره من مقت الله وخسار الآخرة كما أن ذلك حكم من قبلكم .
" قل أرءيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات أم ءاتيناهم كتابا فهم على بينت منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا " " أروني " بدل من أرأيتم : لأن المعنى : أرأيتم أخبروني كأنه قال : أخبروني عن هؤلاء الشركاء وعما استحقوا به الإلهية والشركة أروني أي جزء من أجزاء الأرض استبدوا بخلقه دون الله أم لهم مع الله شركة في خلق السموات أم معهم كتاب من عند الله ينطق بأنهم شركاؤه فهم على حجة وبرهان من ذلك الكتاب . أو يكون الضمير في " ءاتيناكم " للمشركين كقوله : تعالى : " أم أنولنا عليهم سلطانا " الروم : 35 أم آتيناهم كتابا من قبله بل إن يعد بعضهم وهم الرؤوساء " بعضا وهم الأتباع " إلا غرورا " وهو قولهم : " هؤلاء شفعاؤنا عند الله " يونس : 18 وقرئ : بينات .
" إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا " " أن تزولا " كراهة أن تزولا . أو يمنعهما من أن تزولا : لأن الإمساك منع " غنه كان حليما غفورا " غير معاجل بالعقوبة حيث يمسكها وكانتا جديرتين بأن تهدا هدا لعظم كلمة الشرك كما قال : " تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض " مريم : 90 . وقرئ : ولو زالتا وإن أمسكهما : جواب القسم في " ولئن زالتا " سد مسد الجوابين ومن الأولى مزيدة لتأكيد النفي والثانية : للإبتداء . ومن بعده : من بعد إمساكه . وعن ابن عباس Bه أنه قال لرج لمقبل من الشام : من لقيت به ؟ قال : كعبا . قال : وما سمعته يقول ؟ قال : سمعته يقول : إن السموات على منكب ملك . قال : كذب كعب . أما ترك يهوديته بعد ثم قرأ هذه الآية .
" وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن اهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا استكبارا في الأرض ومكر السي ولا يحيق المكر الئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شئ في السموات ولا في ألأرض إنه كان عليما قديرا " بلغ قريشا قبل مبعث رسول الله A أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم فقالوا : لعن الله اليهود والنصارى أتتهم الرسل فكذبوهم فوالله لئن أتانا رسول لنكونن أهدى من إحدى الأمم فلما بعث رسول الله A كذبوه . وفي " إحدى الأمم " وجهان أحدهما : من بعض الأمم ومن واحدة من الأمم من اليهود والنصارى وغيرهم . والثاني : من الأمة التي يقال لها إحدى الأمم تفصيلا لها على غيرها في الهدى والاستقامة " ما زادهم " اسناد مجازي لأنه هو لسبب في أنزادوا أنفسهم . نفورا عن الحق وابتعادا عنه كقوله تعالى : " فزادتهم رجسا إلى رجسهم " التوبة : 125 . " استكبارا " بدل من نفورا . أو مفعول له على معنى : فما زادهم إلا أن نفروا استكبارا وعلوا " في الأرض " أو حال بمعنى : مستكبرين وماكرين برسول الله A والمؤمنين . ويجوز أن يكون " ومكر السئ " معطوفا على نفورا فإن قلت : فما وجه قوله : " ومكر السئ " ؟ قلت : أصله : وأن مكروا السيئ أي المكر السيئ ثم ومكرا السيئ . ثم ومكر السيئ والدليل عليه قوله تعالى : " ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " ومعنى يحيق : يحيط وينزل . وقرئ : ولا يحيق المكر السيئ أي لا يحيق الله ولقد حاق بهم يوم بدر . وعن النبي A :