يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه : سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . ال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه : سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
عن رسول الله A : " من قرأ والصافات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان وتباعدت عنه مردة الشياطين وبرىء من الشرك وشهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمنا بالمرسلين " .
سورة ص .
مكية وآياتها ثمان وثمانون .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" ص والقرءان ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق " " ص " على الوقف وهي أكثر القراءة . وقرىء : بالكسر والفتح لالتقاء الساكنين ويجوز أن ينتصب بحذف حرف القسم وإيصال فعله كقولهم : الله لأفعلن كذا بالنصب أو بإضمار حرف القسم والفتح في موضع الجر كقولهم : الله لأفعلن بالجر وامتناع الصرف للتعريف والتأنيث لأنها بمعنى السورة وقد صرفها من قرأ " ص " بالجر والتنوين على تأويل الكتاب والتنزيل وقيل : فيمن كسر هو من المصاداة وهي المعارضة والمعادلة . ومنها الصدى وهو ما يعارض الصوت في الأماكن الخالية من الأجسام الصلبة ومعناه : عارض القرآن بعلمك فاعمل بأوامره وانته عن نواهيه . فإن قلت : قوله : " ص والقرءان ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق " كلام ظاهره متنافر غير منتظم فما وجه انتظامه . قلت : فيه وجهان أحدهما : أن يكون قد ذكر اسم هذا الحرف من حروف المعجم على سبيل التحدي والتنبيه على الإعجاز كما مر في أول الكتاب ثم أتبعه القسم محذوف الجواب لدلالة التحدي عليه كأنه قال : " والقرءان ذي الذكر " إنه لكلام معجز . والثاني : أن يكون " ص " خبر مبتدأ محذوف على أنها اسم لسورة كأنه قال : هذه ص يعني : هذه السورة التي أعجزت العرب والقران ذي الذكر كما تقول : هذا حاتم والله تريد : هذا هو المشهور بالسخاء والله وكذلك إذا قسم بها كأنه قال : أقسمت بص والقران ذي الذكر إنه لمعجز ثم قال : بل الذين كفروا في عزة واستكبار عن الإذعان لذلك والاعتراف بالحق وشقاق لله ورسوله وإذا جعلتها قسما بها وعطفت عليها " والقرءان ذي الذكر " جاز لك أن تريد بالقران التنزيل كله وأن تريد السورة بعينها . ومعناه : أقسم بالسورة الشريفة والقرآن ذي الذكر كما تقول : مررت بالرجل الكريم وبالنسمة المباركة ولا تريد بالنسمة غير الرجل . والذكر : الشرف والشهرة من قولك : فلان مذكور " وإنه لذكر لك ولقومك " الزخرف : 144 أوالذكرى والموعظة أو ذكر ما يحتاج إليه في الدين من الشرائع وغيرها كأقاصيص الأنبياء والوعد والوعيد . والتنكير في " عزة وشقاق " للدلالة على شدتهما وتفاقمهما وقرىء : " في غرة " أي : في غفلة عما يجب عليهم من النظر واتباع الحق . " كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات مناص " " كم أهلكنا " وعيد لذوي العزة والشقاق " فنادوا " فدعوا واستغاثوا وعن الحسن . فنادوا بالتوبة " ولات " هي لا المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث كما زيدت على رب وثم للتوكيد وتغير بذلك حكمها حيث لم تدخل إلا على الأحيان ولم يبرز إلا أحد مقتضييها : إما الإسم وإما الخبر وامتنع بروزهما جميعا وهذا مذهب الخليل وسيبويه . وعند الأخفش : أنها لا النافية للجنس زيدت عليها التاء وخصت بنفي الأحيان . و " حين مناص " منصوب بها كأنك قلت : ولا حين مناص لهم . وعنه : أن ما ينتصب بعده بفعل مضمر أي : ولا أرى حين مناص ويرتفع بالابتداء : أي ولا حين مناص كائن لهم وعندهما أن النصب على : ولات الحين حين مناص أي : وليس الحين حين مناص والرفع على ولات حين مناص حاصلا لهم . وقرىء : " حين مناص " بالكسر ومثله قول أبي زبيد الطائي : .
طلبوا صلحنا ولات أوان ... فأجبنا أن لات حين بقاء