1106 - ألا أخبركم لم سمى الله خليله " الذي وفى " ؟ كان يقول إذا أصبح وأمسى : " فسبحان الله حين تمسون . . " إلى " ...حين تظهرون " الروم : 17 وقيل : وفي سهام الإسلام : وهي ثلاثون : عشرة في التوبة " التائبون... " وعشرة في الأحزاب : " إنالمسلمين... " وعشرة في المؤمنين " قد أفلح المؤمنون . . " وقرئ : " في صحف " بالتخفيف " ألا تزر " أن مخففة من الثقيلة . والمعنى : أنه لا تزر والضمير ضمير الشأن ومحل أن وما بعدها : الجر بدلا من ما في صحف موسى . أو الرفع على : هو أن لا تزر كأن قائلا قال : وما في صحف موسى وإبراهيم فقيل : أن لا تزر " إلا ما سعى " إلا سعيه . فإن قلت : أما صح في الأخبار : الصدقة عن الميت والحج عنه وله الإضعاف ؟ قلت : فيه جوابان أحدهما : أن سعي غيره لما لم ينفعه إلا مبنيا على سعي نفسه - وهو أن يكون مؤمنا صالحا وكذلك الإضعاف - كأن سعي غيره كأنه سعي نفسه لكونه تابعا له وقائما بقيامه . والثاني ؛ أن سعي غيره لا ينفعه إذا عمله لنفسه ولكن إذا نواه به فهو بحكم الشرع كالنائب عنه والوكيل القائم مقامه " ثم يجزيه " ثم يجزى العبد سعيه يقال : أجزاه الله عمله وجزاه على عمله بحذف الجار وإيصال الفعل . ويجوز أن يكون الضمير للجزاء ثم فسره بقوله : " الجزاء الأوفى " أو أبدله عنه كقوله تعالى : " وأسروا النجوى الذين ظلموا " الأنبياء : 3 ، " وأن إلى ربك المنتهى . " قرئ بالفتح على معنى : أن هذا كله في الصحف وبالكسر على الابتداء وكذلك ما بعده . والمنتهى : مصدر بمعنى الانتهاء أي : ينتهي إليه الخلق ويرجعون إليه كقوله تعالى : " إلى الله المصير " فاطر : 18 . " وأضحك وأبكى " خلق قوتي الضحك والبكاء " إذا تمنى " إذا تدفق في الرحم يقال : منى وأمنى . وعن الأخفش : تخلق من منى الماني أي قدر المقدر : قرئ : " النشأة " " النشاءة " بالمد . وقال : " عليه " لأنها واجبة عليه في الحكمة ليجازى على الإحسان والإساءة " وأقنى " وأعطى القنية وهي المال الذي تأثلته وعزمت أن لا تخرجه من يدك " الشعرى " مرزم الجوزاء : وهي التي تطلع وراءها وتسمى كلب الجبار وهما شعريان الغميصاء والعبور وأراد العبور . وكانت خزاعة تعبدها سن لهم ذلك أبو كبشة رجل من أشرافهم وكانت قريش تقول لرسول الله A : أبو كبشة تشبيها له به لمخالفته إياهم في ذينهم يريد : أنه رب معبودهم هذا . عاد الأولى : قوم هود وعاد الأخرى : إرم . وقيل : الأولى القدماء لأنهم أول الأمم هلاكا بعد قوم نوح أو المتقدمون في الدنيا الأشراف . وقرئ : " عاد لولي " وعاد لولى بإدغام التنوين في اللام وطرح همزة أولى ونقل ضمتها إلى لام التعريف " وثمودا " وقرئ : وثمود " أظلم وأطغى " لأنهم كانوا يؤذونه ويضربونه حتى لا يكون به حراك وينفرون عنه حتى كانوا يحذرون صبيانهم أن يسمعوا منه وما أثر فيهم دعاؤه قريبا من ألف سنة " والمؤتفكة " والقرى التي ائتفكت بأهلها أي : انقلبت وهم قوم لوط يقال : أفكه فائتفك : وقرئ " والمؤتفكات " " أهوى " رفعها إلى السماء على جناح جبريل ثم أهواها إلى الأرض أي : أسقطها " ما غشى " تهويل وتعظيم لما صب عليها من العذاب وأمطر عليها من الصخر المنضود .
" فبأي ألاء ربك تتمارى . " تتشكك والخطاب لرسول الله A أو للإنسان على الإطلاق وقد عدد نعما ونقما وسماها كلها آلاء من قبل ما في نقمه من المزاجر والمواعظ للمعتبرين " هذا " القرآن " نذير من النذر الأولى " أي إنذار من جنس الإنذارات الأولى التي أنذر بها من قبلكم . أو هذا الرسول منذر من المنذرين الأولين وقال : الأولى على تأويل الجماعة " أزفت الأزفة . " قربت الموصوفة بالقرب من قوله تعال : " اقتربت الساعة " القمر : 1 ، " ليس لها " نفس " كاشفة " أي مبينة متى تقوم كقوله تعالى : " لا يجليها لوقتها إلا هو " الأعراف : 187 أو ليس لها نفس كاشفة أي : قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله غير أنه لا يكشفها . أو ليس لها الآن نفس كاشفة بالتأخير وقيل الكاشفة مصدر بمعنى الكشف : كالعافية . وقرأ طلحة " ليس لها مما يدعون من دون الله كاشفة وهي على الظالمين ساءت الغاشية " .
" أفمن هذا الحديث تعجبون . وتضحكون ولا تبكون . وأنتم سامدون . فاسجدوا لله واعبدوا . "