1128 - " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه " أي لا ينبغي له أن يظلمه أو يسلمه . وقرئ : " المتطهرون " بالإدغام . و " المطهرون " من أطهره بمعنى طهره . والمطهرون بمعنى : يطهرون أنفسهم أو غيرهم بالاستغفار لهم والوحي الذي ينزلونه " تنزل " صفة رابعة للقرآن أي : منزل من رب العالمين . أو وصف بالمصدر ؛ لأنه نزل نجوما من بين سائر كتب الله تعالى فكأنه في نفسه تنزيل ؛ ولذلك جرى مجرى بعض أسمائه فقيل : جاء في التنزيل كذا ونطق به التنزيل . أو هو تنزيل على المبتدأ . وقرئ : " تنزيلا " على : نزل تنزيلا .
" أفبهذا الحديث أنتم مدهنون . وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون . " " أفبهذا الحديث " يعني القرآن " أنتم مدهنون " أي : متهاونون به كمن يدهن في الأمر أي يلين جانبه ولا يتصلب فيه تهاونا به " وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون . " على حذف المضاف يعني : وتجعلون شكر رزقكم التكذيب أي : وضعتم التكذيب موضع الشكر . وقرأ علي Bه : " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " وقيل : هي قراءة رسول الله A والمعنى وتجعلون شكركم لنعمة القرآن أنكم تكذبون به . وقيل : نزلت في الأنواء ونسبتهم السقيا إليها . والرزق : المطر يعني : وتجعلون شكر ما يرزقكم الله من الغيث أنكم تكذبون بكونه من الله حيث تنسبونه إلى النجوم . وقرئ : " تكذبون " وهو قولهم في القرآن : شعر وسحر وافتراء . وفي المطر : هو من الأنواء ولأن كل مكذب بالحق كاذب .
" فلولا إذا بلغت الحلقوم . وأنتم حينئذ تنظرون . ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون . فلولا إن كنتم غبر مدينين . ترجعونها إن كنتم صادقين . فأما إن كان من المقربين . فروح وريحان وجنت نعيم . وأما إن كان من أصحاب اليمين . فسلام لك من أصحاب اليمين . وأما إن كان من المكذبين الضالين . فنزل من حميم . وتصلية جحيم . إن هذا لهو حق اليقين . فسبح باسم ربك العظيم . " ترتيب الآية : فلولا ترجعونها إذا بلغت الحلقوم إن كنتم غير مدينين . " فلولا " الثانية مكررة للتوكيد والضمير في " ترجعونها " للنفس وهي الروح وفي " أقرب إليه " للمحتضر " غير مدينين " غير مربوبين من دان السلطان الرعية إذا ساسهم . " ونحن أقرب إليه منكم " يا أهل الميت بقدرتنا وعلمنا أو بملائكة الموت . والمعنى : إنكم في جحودكم أفعال الله تعالى وآياته في كل شيء إن أنزل عليكم كتابا معجزا قلتم : سحر وافتراء . وإن أرسل إليكم رسولا قلتم : ساحر كذاب وإن رزقكم مطرا يحييكم به قلتم : صدق نوء كذا على مذهب يؤدي إلى الإهمال والتعطيل فما لكم لا ترجعون الروح إلى البدن بعد بلوغه الحلقوم إن لم يكن ثم قابض وكنتم صادقين في تعطيلكم وكفركم بالمحيي المميت المبدئ المعيد " فأما إن كان " المتوفى " من المقربين " من السابقين من الأزواج الثلاثة المذكورة في أول السورة " فروح " فله استراحة .
1129 - وروت عائشة Bها عن رسول الله A : " فروح " بالضم . وقرأ به الحسن وقال : الروح الرحمة لأنها كالحياة للمرحوم . وقيل : البقاء أي : فهذان له معا وهو الخلود مع الرزق والنعيم . والريحان : الرزق " فسلام لك من أصحاب اليمين . " فسلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين أي : يسلمون عليك . كقوله تعالى : " إلا قيلا سلاما سلاما " الواقعة : 26 " فنزل من حميم . " كقوله تعالى : " هذا نزلهم يوم الدين " الواقعة : 56 وقرئ بالتخفيف " وتصلية جحيم . " قرئت بالرفع والجر عطفا على نزل وحميم " إن هذا " الذي أنزل في هذه السورة " لهو حق اليقين " أي الحق الثابت من اليقين .
عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : 1130 " من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا " .
سورة الحديد .
مدنية وهي تسع وعشرون آية .
بسم اله الرحمن الرحيم