1147 - كان عبد الله بن نبتل المنافق يجالس رسول الله A ثم يرفع حديثه إلى اليهود فبينا رسول الله في حجرة من حجره إذ قال لأصحابه : يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعين شيطان فدخل ابن نبتل وكان أزرق فقال له النبي A : " علام تشتمني أنت وأصحابك " ؟ فحلف بالله ما فعل فقال عليه السلام : " فعلت " فانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه فنزلت " عذابا شديدا " نوعا من العذاب متفاقما " إنهم ساء ما كانوا يعملون " يعني أنهم كانوا في الزمان الماضي المتطاول على سوء العمل مصرين عليه . أو هي حكاية ما يقال لهم في الآخرة . وقرئ : " إيمانهم " بالكسر أي : اتخذوا أيمانهم التي حلفوا بها . أو إيمانهم الذي أظهروه " جنة " أي سترة يتسترون بها من المؤمنين ومن قتلهم " فصدوا " الناس في خلال أمنهم وسلامتهم " عن سبيل الله " وكانوا يثبطون من لقوا عن الدخول في الإسلام ويضعفون أمر المسلمين عندهم . وإنما وعدهم الله العذاب المهين المخزي لكفرهم وصدهم كقوله تعالى : " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب " النحل : 88 . " من الله " من عذاب الله " شيئا " قليلا من الإغناء . وروي أن رجلا منهم قال : لننرن يوم القيامة بأنفسنا وأموالنا وأولادنا " فيحلفون " لله تعالى على أنهم مسلمون في الآخرة " كما يحلفون لكم " في الدنيا على ذلك " ويحسبون أنهم على شيء " من النفع يعني : ليس العجب من حلفهم لكم فإنكم بشر تخفى عليكم السرائر وأن لهم نفعا في ذلك دفعا عن أرواحهم واستجرار فوائد دنيوية وأنهم يفعلونه في دار لا يضطرون فيها إلى علم ما يوعدون ولكن العجب من حلفهم لله عالم الغيب والشهادة مع عدم النفع والاضطرار إلى علم ما أنذرتم الرسل وصفتهم بالتوغل في نفاقهم ومرونهم عليه وأن ذلك بعد موتهم وبعثهم باق فيهم لا يضمحل كما قال : " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " الأنعام : 28 وقد اختلف العلماء في كذبهم في الآخرة والقرآن ناطق بثباته نطقا مكشوفا . كما ترى في هذه الآية وفي قوله تعالى : " والله ربنا ما كنا مشركين انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون " الأنعام : 23 - 24 ونحو حسبانهم أنهم على شيء من النفع إذا حلفوا استنظارهم المؤمنين ليقتبسوا من نورهم لحسبان أن الإيمان الظاهر مما ينفعهم . وقيل : عند ذلك : يختم على أفواههم " ألا إنهم هم الكاذبون " يعني أنهم الغاية التي لا مطمح وراءها في قول الكذب حيث استوت حالهم فيه في الدنيا والآخرة " استحوذ عليهم " استولى عليهم من حاذ الحمار العانة إا جمعها وساقها غالبا لها . كان أحوذيا نسيج وحده وهو أحد ما جاء على الأصل نحو : استصوب واستنوق أي : ملكهم " الشيطان " لطاعتهم له في كل ما يريده منهم حتى جعلهم رعيته وحزبه " فأنساهم " أن يذكروا الله أصلا لا بقلوبهم ولا بألسنتهم . قال أبو عبيدة : حزب الشيطان جنده .
" إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين . " " في الأذلين " في جملة من هو أذل خلق الله لا ترى أحدا أذل منهم .
" كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز . " " كتب الله " في اللوح " لأغلبن أنا ورسلي " بالحجة والسيف . أو بأحدهما .
" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون . "