1171 - " من قرأ سورة الصف كان عيسى مصليا عليه مستغفرا له ما دام في الدنيا وهو يوم القيامة رفيقه " .
سورة الجمعة .
مدنية وآياتها 11 .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم . هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم أياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين . وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم . ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . " قرئت صفات الله عز وعلا بالرفع على المدح كأنه قيل : هو الملك القدوس ولو قرئت منصوبة لكان وجها كقول العرب : الحمد لله أهل الحمد . الأمي : منسوب إلى أمة العرب لأنهم كانوا لا يكتبون ولا يقرؤون من بين الأمم . وقيل : بدأت الكتابة بالطائف أخذوها من أهل الحيرة وأهل الحيرة من أهل الأنباء . ومعنى " بعث في الأمين رسولا منهم " بعث رجلا أميا في قوم أميين وقيل " منهم " كقوله تعالى : " من أنفسكم " التوبة : 128 يعلمون نسبه وأحواله . وقرئ : " في الأمين " بحذف ياءي النسب " يتلوا عليهم أياته " يقرؤها عليهم مع كونه أميا مثلهم لم تعهد منه قراءة ولم يعرف بتعلم وقراءة أمي بغير تعلم أية بينة " ويزكيهم " ويطهرهم من الشرك وخبائث الجاهلية " ويعلمهم الكتاب والحكمة " القرآن والسنة . وإن في " وإن كانوا " هي المخففة من الثقيلة واللام دليل عليها أي : كانوا في ضلال لا ترى ضلالا أعظم منه " وآخرين " مجرور عطف على الأميين يعني : أنه بعثه في الأميين الذين على عهده وفي آخرين من الأميين لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون بهم وهم الذين بعد الصحابة Bهم . وقيل : 1172 لما نزلت قيل : من هم يا رسول الله فوضع يده على سلمان ثم قال : " لو كان الإيمان عند الثريا لتناوله رجال من هؤلاء " وقيل : هم الذين يأتون من بعدهم إلى يوم القيامة ويجوز أن ينتصب عطفا على المنصوب في " ويعلمهم " أي : يعلمهم ويعلم آخرين ؛ لأن التعليم إذا تناسق إلى آخر الزمان كان كله مستندا إلى أوله فكأنه هو الذي تولى كل ما وجد منه " وهو العزيز الحكيم " في تمكينه رجلا أميا من ذلك الأمر العظيم وتأييده عليه واختياره إياه من بين كافة البشر " ذلك " الفضل الذي أعطاه محمدا وهو أن يكون نبي أنبياء عصره ونبي العصور الغوابر . هو " فضل الله يؤتيه من يشاء " إعطاءه وتقتضيه حكمته .
" مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين . " شبه اليهود - في أنهم حملة التوراة وقراؤها وحفاظ ما فيها ثم إنهم غير عاملين بها ولا منتفعين بآياتها وذلك أن فيها نعت رسول الله A والبشارة به ولم يؤمنوا به - بالحمار حمل أسفارا أي كتبا من كبارا من كتب العلم فهو يمشي بها ولا يدري منها إلا ما يمر بجنبيه وظهره من الكد والتعب . وكل من علم ولم يعمل بعلمه فهذا مثله وبئس المثل " بئس " مثلا " مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله " وهم اليهود الذين كذبوا بآيات الله الدالة على صحة نبوة محمد A . ومعنى : " حملوا التوراة " : كلفوا علمها والعمل بها " ثم لم يحملوها " ثم لم يعملوا بها فكأنهم لم يحملوها . وقرئ : " حملوا التوراة " أي حملوها ثم لم يحملوها في الحقيقة لفقد العمل . وقرئ : " يحمل الأسفار " فإن قلت : " يحمل " ما محله ؟ قلت : النصب على الحال أو الجر على الوصف ؛ لأن الحمار كاللئيم في قوله : ولقد أمر على اللئيم يسبني " قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت أن كنتم صادقين . ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين . قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون . " هاد يهود : إذا تهود " أولياء لله " كانوا يقولون . نحن أبناء الله وأحباؤه أي : إن كان قولكم حقا وكنتم على ثقة " فتمنوا " على الله أن يميتكم وينقلكم سريعا إلى دار كرامته التي أعدها لأوليائه ثم قال : " ولا يتمنونه أبدا " بسبب ما قدموا من الكفر وقد قال لهم رسول الله A :