التقول : افتعال القول لأن فيه تكلفا من المفتعل وسمى الأقوال المتقولة أقاويل تصغيرا بها وتحقيا كقولك : الأعاجيب والأضاحيك كأنها جمع أفعولة من القول والمعنى : ولو ادعى علينا شيئا لم لقتلناه صبرا كما يفعل الملوك بمن يتكذب عليهم معاجلة بالسخط والانتقام فصور قتل الصبر بصورته ليكون أهول : وهو أن يؤخذ بيده وتضرب رقبته . وخص اليمين عن اليسار لأن القتال إذا أراد أن يوقع الضرب في قفاه أخذ بيساره وإذا أراد أن يوقعه في جيده وأن يكفحه بالسيف وهو أشد على المصبور لنظره إلى السيف أخذ بيمينه ومعنى " أخذنا منه باليمين " لأخذنا بيمينه كما أن قوله " لقطعنا منه الوتين " لقطعنا وتينه وهذا بين : نياط القلب وهو حبل الوريد : إذا قطع مات صاحبه . وقرئ : ولو تقول على البناء للمفعول قيل " حجزين " في وصف أحد ؛ لأنه في معنى الجماعة وهو اسم يقع في النفي العام مستويا فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث . ومنه قوله تعال : " لا نفرق بين أحد من رسله " البقرة : 285 ، " لستن كأحد من النساء " الأخراب : 32 ، والضمير في عنه للقتل أي : لا يقدر أحد منكم أن يحجزه عن ذلك ويدفعه عنه . أو لرسول الله أي : لا تقدرون أن تحجزوا عنه القاتل وتحولوا بينه وبينه ؛ والخطاب للناس وكذلك في قوله تعالى : " وإنا لنعلم أن منكم مكذبين " وهو إيعاد على التكذيب . وقيل الخطاب للمسلمين . والمعنى : أن منهم ناسا سيكفرون بالقرآن " وإنه " الضمير للقرآن " لحسرة " على الكافرين به المكذبين له إذا رأوا ثواب المصدقين به . أو للتكذيب وإن القرآن لليقين كقولك : هو لعالم حق العالم وجد العالم . والمعنى : لعين اليقين ومض اليقين " فسبح " الله بذكر اسمه العظيم وهو قوله : سبحان الله ؛ واعبده شكرا على ما أهلك له من إيحائه إليك .
عن رسول الله A : من قرأ سورة الحاقة حاسبه الله حسابا يسيرا .
سورة المعارج .
مكية وآياتها أربع وأربعون .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذى المعارج تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسن ألف سنة فأصبر صبرا جميلا إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ولا يسئل حميم حميما يبصرونهم يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تئويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعوا من ادبر وتولى وجمع فأوعى "