" المرء " هو الكافر لقوله تعال : " إنا أنذرناكم عذابا قريبا " والكافر : ظاهر وضع موضع الضمير لزيادة الذم ويعني " ما قدمت يداه " من الشر كقوله : " وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم " الأنفال : 50 - 51 ، " ونذيقه يوم القايمة عذاب الحريق ذلك بما قدمت يداك " الحج : 9 - 10 ، " بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين " البقرة : 95 ، وما يجوز أن تكون استفهامية منصوبة بقدمت أي ينظر أي شيء قدمت يداه وموصلة منصوبة بينظر ياقل : نظرته بمعنى نظرت إليه والراجع من الصلة محذوف وقيل : المرء عام وخصص من الكافر . وعن قتادة : هو المؤمن " يا ليتني منت ترابا " في الدنيا فلم أخلق ولم أكلف . أو ليتني كنت ترابا في هذا اليوم فلم أبعث .
وقيل : يحشر الله الحيوان غير المكلف حتى يقتص للجماء من القرناء ثم يرده ترابا فيود الكافر حاله وقيل : الكافر إبليس يرى آدم وولده وثوابهم فيتمنى أن يكون الشيء الذي احتقره حين قال " خلقتني من نار وخلقته من طين " الأعراف : 12 .
عن رسول الله A : من قرأ سورة عم يتساءلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة .
سورة النازعات .
مكية وهي هخمس أو ست وأربعون آية .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة يقولون أءنا لمردودون في الحافرة أءذا كنا عظاما نخرة قالوا تلك إذا كرة خاسرة فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة " أقسم سبحانه بطوائف الملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد وبالطوائف التي تنشطها أي تخرجها . من نشط الدلو من البئر إذا أخرجها وبالطوائف لتي تسبح في مضيها أي : تسرع فتسبق إلى ما أمروا به فتدبر أمرا من أمور العياد مما يصلحهم في دينهم أو دنياهم كما رسم لهم " غرقا " إغراقا في النزع أي : تنزعها من أقاصي الأجساد من أناملها وأظفارها أو أقسمبخيل الغزاة التي تنزع في أعنتها نزعا تغرق فيه الأعنة لطول أعناقها ؛ لأنها عراب . والتي تخرج من دار الإسلام إلى دار الحرب من قولك : ثور ناشط إذا خرج من بلد إلى بلد إلى بلد والتي تسبح في جريها فتسبق إلى الغاية فتدبر أمر الغلبة والظفر وإسناد التدبير إليها لنها من أسبابه . أو أقسم بالنجوم التي تنزع من المشرق إلى المغرب . وإغراقها في النزع : ان تقطع الفلك كله حتى تنحط في أقصى الغرب والتي تخرج من برج إلى برج والتي تسبح في الفلك من السيارة فتسبق فتدبر أمرا من علم الحساب . وقيل النازعات أيدي الغزاة او أنفسهم تنزع القسي بإغراق السهام والتي تنشط الأوهاق والمقسم عليه محذوف وهو لتبعثن لدلالة ما بعده عليه من ذكر القيامة . و " يوم ترجف " منصوب بهذا المضمر . و " الراجفة " الواقعة التي ترجف عندها الأرض والجبال وهي النفخة الأولى : وصفت بما يحدث بحدوثها " تتبعها الرادفة " أي الواقعة التي تردف الأولى وهي النفخة الثانية . ويجوز أن تكون الرادفة من قوله تعالى : " قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون " النمل : 72 ، أي القيامة التي يستعجلها الكفرة استبعادا لها وهي رادفة لهم لاقترابهم . وقيل الراجفة الأرض والجبال من قوله : " يوم ترجف الأرض والجبال " المزمل : 14 والرادفة : السماء والكواكب ؛ لأنها تنشق وتنتثر كواكبها على أثر ذلك . غفإن قلت : ما محل تتبعها ؟ قلت : الحال أي : ترجف تابعتها الرادفة . فإن قلت : كيف جعلت " يوم ترجف " ظرفا للمضمر الذي هو لتبعثن ولا يبعثون عند النفخة الأولى ؟ قلت : المعنى لتبعثن في الوقت الواسع الذي يقع فيه النفختان وهم يبعثون في بعض ذلك الوقت الواسع وهو وقت النفخة الأخرى . ودل على ذلك أن قوله : " تتبعها الرادفة " جعل حالا عن الراجفة