سورة المطففين .
مكية وآياتها36 .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولآئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم توم يقوم الناس لرب العالمين " التطفيف : البخس في الكيل والوزن : لأن ما يبخس شيئ ظفيف حقيرز وروي : أن رسول الله A قدم المدينة وكانوا من أخبث الناس كيلا فنزلت فأحسنوا الكيل . وقيل : قدمها وبها رجل يعرف بأبي جهينة ومعه صاعان : بكيل بأحدهما ويكتال بالآخر . وقيل : كان أهل المدينة تجارا يطففون وكانت بياعاتهم المنابذة والملامسة والمخاطرة فنزلت فخرج رسول الله A فقرأها عليهم . وقال : خمس بخمس قيل : يا رسول اله وما خمس بخمس ؟ قال : ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشافيهم الفقر وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشافيهم الموت ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر وعن علي Bه : أنه مر برجل يزن الزعفران وقد أرجح فقال له : أقم الوزن بالقسط ثم أرجح بعد ذلك ما شئت . كأنه أمره بالتسوية أولا ليعتادها ويفصل الواجب من النفل . وعن ابن عباس : إنكم معشر الأعاجم وليتم أمرين : بهما هلك من كان قلبكم : المكيال والميزان ؛ وخص الأعاجم لأنهم يجمعون الكيل والوزن جيمعا وكانا مفرقين في الحرمين : كان أهل مكة يزنون وأهل المدينة يكليلون وعن ابن عمر أنه كان يمر بالبائع فيقول له : اتق الله وأوف الكيل فإن المطففين يوقفون يوم القيامة لعظمة الرحمان حتى إن العرق ليلجمهم . وعن عنكرمة : أشهد أن كل كيال ووزان في النار . فقيلله : إن ابنك كيال أو وزان ؛ فقال : أشهد أنه في النار . وعن أبي Bه : لا تلتمس الحوائج ممن رزقه في رؤوس المكاييل وألسن الموازين لما كان اكتيالهم من الناس اكتيالا يضرهم ويتحامل فيه عليهم : أبدل على مكان من للدلالة على ذلك .
ويحوز أن يتعلق على بيستةفةن ويقدم المفعول على الفعل لإفادة الخصوصة أي : يستوفون على الناس خاصة ؛ فأما أنفسهم فيستوفون لها ؛ وقال الفراء من وعلى يعتقبان في هذا الموضع لأنه حق عليه ؛ فإذا قال اكتلت عليك فكأنه قال : أخذت ما عليك ؛ وإذا قال : اكتلت منك فكقوله : استوفيت منك . والضمير في " كالوهم أو وزنوهم " ضمير منصوب راجع إلى الناس . وفيه وجهان : أن يراد كالوا لهم أو وزنوا لهم ؛ فحذف الجار وأوصل الفعل كما قال : .
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا ... ولقد نهيتك عن نبات الأوبر