إذا رددت السائل ثلاثا فلا يرجع فلا عليك أن تزبره وقيل : أما إنه ليس بالسائل المستجدي ولكن طالب العلم : إذا جاء فلا تنهره . التحديث بنعمة الله : شكرها وإساعتها يريد : ما ذكره من نعمة الإيواء والهداية والإغناء وما عدا ذلك . وعن مجاهد : بالقرآن فحدث : أقرئه وبلغ ما أرسلت به . وعن بعبد الله بن غالب أنه كان إذا أصبح يقول : رزقني الله البارحة حيرا : قرأت كذا وصليت كذا فإذا قيل له : يا أبا فراس مثلك يقول مثل هذا ؟ قال : يقول الله تعالى " وأما بنعمة ربك فحدث : وأنتم تقولون : لا تحدث بنعمة الله . وإنما يجوز مثل هذا إذا قصد به اللطف وأن يقتدي به غيره وأمن على نفسه الفتنة . والستر أفضل . ولو لم يكن فيه إلا التشبه بأهل الرياء والسمعة : لكفي به . وفي قراءة علي Bه : فخبر والمعنى : أنك كنت يتيمان وضالا وعائلا فآوالك الله وهداك : وأغناك ؛ فمهما يكن من شيء وعلى ما خيلت فلا تنسنعمة الله عليك في هذه الثلاث . واقتد بالله فتعطف على اليتيم وآوة فقد ذقت اليتم وهوانه ورأيت كيف فعل الله بك ؛ وترحم على السائل وتفقده بمعروفك ولا تزجره عن بابك كما رحمك ربك فاغناك بعد الفقر ؛ وحدث بنعمة الله كلها ويدخل تحته هدايته الضلال وتعلمه الشرائع والقرآن مقتديا بالله في أن هداه من الضلال .
عن رسول الله A : من قرأ سورة والضحى جعله الله فيمن يرضى لمحمد أن يشفع له وعشر حسنات يكتبها الله له بعدد كل يتيم وسائل .
سورة الشرح .
مكية وآياتها ثمان .
بسم الله الرحمان الرحيم " ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عننك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك " استفهم عن انتفاء الشرح على وجه الإنكار فأفاد إثبات الشرح وإيجابه فكأنه قيل : شرحنا لك صدرك ؛ ولذلك عطف عليه : وضعنا : اعتبارا للمعنى . ومعنى : شرحنا صدرك : فسحناه حتىوسع هموم النبوة ودعوة الثقلين جميعا . أو حتى احنمل المكاره التي يتعرض لك بها كفار قومك وغيرهم : أو فسحناه بما أودعناه من العلوم والحكم وأزلنا عنه الضيق والحرج الذي يكون مع العمى والجهل . وعن الحسن : مليء حكمة وعلما . وعن أبي جعفر المنصور أنه قرأ : ألم نشرح لك بفتح الحاء . وقالوا : لعله بين الحاء وأشبعها في مخرجها فظن السامع أنه فتحها والوزر الذي أنقض ظهره - أي : حمله على النقيض وهو صوت الانتقاض والانفكاك لثقلهمثل لما كان يثقل على رسول الله A ويغمه من فرطاته قبل النبوةز أومن جهله بالأحكام والشرائع . أو من تهلكه على إسلام أولي العناد من قومه وتلهفه . ووضعه عنه : أن غفر له أو علم الشرائع أو مهدعذره بعد ما بلغ وبلغ . وقرأ أنس : وحللنا وحططنا . وقرأ ابن مسعود : وحللنا عنك وقرك . ورفع ذكره : أن قرن بذكر الله في كلمة الشهادة والأذان والإقامة والتشهد والخطب وفي غير موضع من القرآن " والله ورسوله أحق أن يرضوه " التوبة : 62 ، " ومن يطع الله ورسوله " النساء : 13 ، وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول " المائدة : 92 وفي تسمية رسول الله ؛ ومنه ذكره في كتب الأولين والأخذ على الأنبياء وأممهم أن يؤمنوا به فإن قلت : أي فائدة في زيادة لك والمعنى مستقل بدونه ؟ قلت : في زيادة لك ما في طريقة الإبهام والإيضاح كأنه قيل : ألم نشرح لك ففهم أن ثم مشروحا ثم قيل : صدرك فاوضح ما علم مبهما وكلذلك " لك ذكرك " ز " عنك وزرك " فإن مع العسشر يسرا إن مع العسر يسرا " فإن قلت : كيف تعلق قوله : " فإن مع العسر يسرا " بما قبله ؟ قلت : كان المشركون يعيرون رسول الله A والمؤمنين بالفقر والضيقة حتى سبق إلى وهمه أنهم رغبوا عن الإسلام لافتقار أهله واحتقارهم فذكره ما أنعم به عليه من جلايل النعم ثم قال : " فإن مع العسر يسرا " كأنه قال : خولناك ما خولناك فلا تيأس من فضل الله فإن مع العسر الذي أنتم فيه يسرا . فإن قلت : " إن مع " للصحبة فما معنى اصطحاب اليسر والعسر ؟ قلت : أراد أن الله يصيبهم بيسر بعد العسر الذيكانوا فيه بزمان قريب فقرب اليسر المترقب حتى جعله كالمقارن للعسر زيادجة في التسلية وتقوية القلوب . فإن قلت : ما معنى قول ابن عباس وابن مسعود Bهما : لن يغلب عسر يسرين وقدروي مرفوعا :