هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ قالزا : نعم . قال : فو الذي يحلف به لئن رأيته توطأت عنقه فجاءه ثم نكص على عقبيه فقالوا له : مالك يا أبا الحكم فقال : إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة فنزلت " أرءيت الذي ينهى " ومعناه : أخبرني عمن ينهى بعض عباد الله عن صلاته إن كان ذلك الناهي على طريقة سديدة فما ينهى عنه من عبادة الله . أو كان أمرا بالمعروف والتقوى فيما يأمر به من عبادة الأوثان كما يعتقد وكذلك إن كان على التكذيب للحق والتولي عن الدين الصحيح كما نقول نحن " ألم تعلم بأن الله يرى " ويطلع على أحواله من هداه وضلاله فيجازيه على حسب ذلك . وهذا وعيد . فغن قلت : ما متعلق أرأيت ؟ قلت : الذي ينهى مع الجملة الشرطية وهما في موضع المفعولين . فإن قلت : فأين جواب الشرط ؟ قلت هو محذوف تقديره : إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ألم يعلم بأن الله يرى ؟ وإنما حذف للالة ذكره في جواب الشرط الثاني . فإن قلت : فكيف صح أن يكون " ألم يعلم " جوابا للشرط ؟ قلت : كما صح في قولك : إن اكرمتك أتكرمني ؟ وإن احسن إليك زيد هل تحسن إليه ؟ فإن قلت : فما رأيت الثانية وتوسطها بين مفعول أرأيت ؟ قلت : هي زائدة مكررة للتوكيد . وعن الحسن أنه أمية بن خلف كان ينهى سلمان عن الصلاة " كلا " ردع لأبي جهل وخسوء له عن عبادة الله تعالى وامره بعبادة اللات ثم قال " لئن لم ينته " عما هو فيه " لنسفعا بالناصية " لنأخذن بناصيته ولنسحبنه بها إلى النار . والسفع : القبض على الشيء وجذبه بشدة . قال عمرو بن معد يكرب : .
قوم إذا يقع الصريخ رأيتهم ... من بين ملجم مهره أو سافع .
وقرئ : لنسفعن بالنون المشددة . وقرأ بن مسعود : لأسفعا . وكتبتها في المصحف بالألف على حكم الوقف ولما علم أنها ناصية المذكرو اكتفى بلام العهد عن الإضافة " ناصية " بدل من الناصية ؛ وجاز بدلها عن المعرفة وهي نكرة ؛ لأنها وصفت فاستقلت بفائدة . وقرئ : ناصية على : هي ناصية وناصية بالنصب . وكلاهما على الشتم . ووصفها بالكذب و الخطأ على الإسناد المجازي . وهما في الحقيقة لصاحبها . وفيه من الحسن والجزالة ماليس في قولك : ناصية كاذب خطائ . والنادي : المجلس الذي ينتدي فيه القوم . أي : يجتمعون . والمراد : اهل النادي . كما قال جرير .
لهم مجلس صهب السبال أذلة .
وقال زهير : .
وفيهم مقامات حسان وجوههم .
والمقامة : المجلس . روي : أن أبا جهل مر برسول الله A وهو يصلي فقال : ألم أنهك ؟ فأغلظ له رسول الله A ؛ فقال : أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي ناديا فنزلت . وقرأ ابن أبي عبلة : سيدعى الزبانية على البناء للمفعول والزبانية في كلام العرب : الشرط الواحدة زبنية كعفرية من الزبن : وهو الدفع . وقيل : زبني وكأنه نسب إلى الزبن ثم غير للنسب كقولهم أمسى ؛ وأصله : زباني فقيل : زبانية على التعويض ؛ والمراد : ملائكة العذاب . وعن النبي A لو دعا ماديه أخذته الزبانية عيانا " كلا " ردع لأبي جهل " لا تطعه " أي أثبت على ما أنت عليه من عصيانه كقوله : " فلا تطع المكذبين " القلم : 8 " واسجد " ودم على سجودك ن يريد : الصلاة " واقترب " وتقرب إلى ربك . وفي الحديث : أقرب ما يكون العبد إلى ربه إذا سجد .
من قرأ سورة العلق أعطي من الأجر كأنما قرأ المفصل كله .
سورة القدر .
مكية وقيل : مدنية .
وآياتها خمس بسم الله الرحمان الرحيم " إنا ؟ أنزلنه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل االملائكة والروح فيها فإذن ربهم من كل أمر سلم هي حتى مطلع الفجر "