ضربا تواصت به الأبطال سجيلا .
وإنما هو سجينا والقصيدة نونية مشهورة في ديوانه ؛ وشبهو بورق الزرع إذا أكل أي : وقع فيه الأكال : وهو أن يأكله الدود . أو بتبن أكلته الدواب وراثته ولكنه جاء على ما عليه آداب القرآن كقوله : " كانا يأكلان الطعام " المائدة 75 أو أريد : أكل حبه فبقي صفرا منه .
عن رسول الله A : " من قرأ سورة الفيل أعفاه الله أيام حياته من الخسف والمسخ " .
سورة قريش .
مكية وآياتها أربع .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" لإيلاف قريش إلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف " لإيلاف قريش متعلق بقوله : فليعبدوا أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين فإن قلت : فلم دخلت الفاء ؟ قلت : لما في الكلام من معنى الشرط لأن المعنى : إما لا فليعبدوه لإيلافهم على معنى : أن نعم الله عليهم لا تحصى فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه الواحدة التي هي نعمة ظاهرة . وقيل : المعنى : عجبوا لإيلاف قريش . وقيل : هو متعلق بما قبله أي : فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش وهذا بمنزلة التضمين في الشعر : وهو أن يتعلق معنى البيت بالذي قبله تعلقا لا يصح غلا به وهما في مصحف أبي سورة واحدة بلا فصل . وعن عمر : أنه قرأهما في الثانية من صلاة المغرب . وقرأ في الأولى : والتين . والمعنى أنه أهل الحبشة الذين قصدوهم ليتسامع الناس بذلك فيتهيبوهم زيادة تهيب ويحترموهم فضل احترام حتى ينتظم لهم الأمن في رحلتهم فلا يجترئ أحد عليهم وكانت لقريش رحلتان ؛ يرحلون في الشتاء إلى اليمن وفي الصيف إلى الشام فيمتارون ويتجرون وكانوا في رحلتيهم آمنين لأنهم أهل حرم الله وولاة بيته فلا يتعرض لهم والناس غيرهم يتخطفون ويغار عليهم والإيلاف من قولك : آلفت المكان أولفه إيلافا : إذا ألفته فأنا مؤلف . قال : .
من المؤلفات الرهو غير الأوارك .
وقرئ : لئلاف قريش أي : لمؤالفة قريش . وقيل : يقال : ألفته إلفا وإلافا . وقرأ أبو جعفر : لإلف قريش وقد جمعهما من قال : .
زعمتم أن إخواتكم قريش ... لهم إلف ولين لكم إلاف .
وقرأ عكرمة : ليألف قريش إلفهم رحلة الشتاء والصيف . وقريش : ولد النضر بن كنانة سموا بتصغير القرش : وهو دابة عظيمة في البحر تعبث بالسفن ولا تطاق إلا بالنار . وعن معاوية أنه سأل ابن عباس Bهما : بم سميت قريش ؟ قال : بدابة في البحر تأكل ولا تؤكل وتعلو ولا تعلى . وأنشد : .
وقريش هي التي تسكن ... البحر بها سميت قريش قريشا .
والتصغير للتعظيم . وقيل : من القرش وهو الكسب : لأنهم كانوا كسابين بتجاراتهم وضربهم في البلاد . أطلق الإيلاف ثم أبدل عنه المقيد بالرحلتين تفخيما لأمر الإيلاف وتذكيرا بعظيم النعمة فيه ؛ ونصب الرحلة بإيلافهم مفعولا به كما نصب يتيما بإطعام وأراد رحلتي الشتاء والصيف فأفرد لأمن الإلباس كقوله : .
كلوا في بعض بطنكم ......... .
وقرئ : رحلة بالضم وهي الجهة التي يرحل إليها : والتنكير في جوع وخوف لشدتهما يعني : أطعمه بالرحلتين من جوع شديد كانوا فيه قبلهما وآمنهم من خوف عظيم وهو خوف أصحاب الفيل أو خوف التخطف في بلدهم ومسايرهم . وقيل : كانوا قد أصابتهم شدة حتى أكلوا الجيف والعظام المحرقة وآمنهم من خوف الجذام فلا يصيبهم ببلدهم . وقيل : ذلك كله بدعاء إبراهيم صلوات الله عليه . ومن بدع التفاسير : وآمنهم من خوف من أن تكون الخلافة في غيرهم . و قرئ : من خوف بإخفاء النون .
عن رسول الله A : " من قرأ سورة لإيلاف قريش أعطاه الله عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها " .
سورة الماعون .
مكية وقيل : مدنية وآياتها سبع .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" أرءيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون " قرئ : أريت بحذف الهمزة وليس بالاختيار ؛ لأن حذفها مختص بالمضارع ولم يصح عن العرب : ريت ولكن الذي سهل من أمرها وقوع حرف الاستفهام في أول الكلام . ونحوه : .
صاح هل ريت أو سمعت براع ... رد في الضرع ما قرى في الحلاب