ومعنى هذا البدل التفصيل لجملة الحساب لأن التفصيل أوضح من المفصل فهو جار مجرى بدل البعض من الكل أو بدل الاشتمال كقولك : ضربت زيدا رأسه وأحب زيدا عقله وهذا البدل واقع في الأفعال وقوعه في الأسماء لحاجة القبيلين إلى البيان .
" آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " " والمؤمنون " إن عطف على الرسول كان الضمير - الذي التنوين نائب عنه في كل - راجعا إلى الرسول والمؤمنين أي كلهم آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله من المذكورين . ووقف عليه . وإن كان مبتدأ كان الضمير للمؤمنين . ووحد ضمير كل من آمن على معنى : كل واحد منهم آمن وكان يجوز أن يجمع كقوله : " وكل أتوه داخرين " النمل : 87 . وقرأ ابن عباس : وكتابه يريد القرآن أو الجنس وعنه الكتاب أكثر من الكتب . فإن قلت : كيف يكون الواحد أكثر من الجمع ؟ قلت : لأنه إذا أريد بالواحد الجنس - والجنسية قائمة في وحدان الجنس كلها - لم يخرج منه شيء . فأما الجمع فلا يدخل تحته إلا ما فيه الجنسية من الجموع " لا نفرق " يقولون لا نفرق . وعن أبي عمرو : يفرق بالياء على أن الفعل لكل . وقرأ عبد الله : لا يفرقون . و " أحد " في معنى الجمع كقوله تعالى : " فما منكم من أحد عنه حاجزين " الحاقة : 47 ، ولذلك دخل عليه بين . " سمعنا " أجبنا " غفرانك " منصوب بإضمار فعله . يقال : غفرانك لا كفرانك أي نستغفرك ولا نكفرك وقرئ : وكتبه ورسله بالسكون .
" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين "