وانتصابه إما على الحال من جنات لتخصصها بالوصف والعامل اللام ويجوز أن يكون بمعنى مصدر مؤكد كأنه قيل : زرقاء أو عطاء " من عند الله وما عند الله " من الكثير الدائم " خير للأبرار " مما يتقلب فيه الفجار من القليل الزائل وقرأ مسلمة بن محارب والأعمش " نزلا " بالسكون . وقرأ يزيد بن القعقاع : لكن الذين اتقوا بالتشديد .
" وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب " " وإن من أهل الكتاب " عن مجاهد : نزلت في عبد الله بن سلام وغيره من مسلمة أهل الكتاب . وقيل في أربعين من أهل نجران واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى عليه السلام فأسلموا . وقيل : في أصحمة النجاشي ملك الحبشة ومعنى أصحمة عطية بالعربية . وذلك أنه .
لما مات نعاه جبريل إلى رسول الله A ؛ فقال رسول الله A : اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم فخرج إلى البقيع ونظر إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه واستغفر له : فقال المنافقون : انظروا إلى هذا يصلي على علج نصراني لم يره قط وليس على دينه فنزلت . ودخلت لام الابتداء على اسم إن لفصل الظرف بينهما ؛ كقوله : " وإن منكم لمن ليبطئن " النساء : 72 . " وما أنزل إليكم " من القرآن " وما أنزل إليهم " من الكتابين " خاشعين لله " حال من فاعل يؤمن لأن من يؤمن في معنى الجمع " لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا " كما يفعل من لم يسلم من أحبارهم وكبارهم " أولئك لهم أجرهم عند ربهم " أي ما يختص بهم من الأجر وهو ما وعدوه في قوله : " أولئك يؤتون أجرهم مرتين " القصص : 54 ، " يؤتكم كفلين من رحمته " القصص : 54 . " إن الله سريع الحساب " لنفوذ علمه في كل شيء فهو عالم بما يستوجبه كل عامل من الأجر . ويجوز أن يراد : إنما توعدون لآت قريب بعد ذكر الموعد .
" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " اصبروا على الدين وتكاليفه " وصابروا " أعداء الله في الجهاد أي غالبوهم في الصبر على شدائد الحرب لا تكونوا أقل صبرا منهم وثباتا والمصابرة : باب من الصبر ذكر بعد الصبر على ما يجب الصبر عليه تخصيصا لشدته وصعوبته " ورابطوا " وأقيموا في الثغور رابطين خيلكم فيها مترصدين مستعدين للغزو . قال الله D : " ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " الأنفال : 60 ، وعن النبي A : " من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان كعدل صيام شهر وقيامه لا يفطر ولا ينفتل عن صلاته إلا لحاجة " .
وعن رسول الله A : " من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم " .
وعنه E : " من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تحجب الشمس " .
سورة النساء .
مدنية وهي مائة وست وسبعون آية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا "