هو المتعلق به لأنهم كانوا يبدءون بأسماء ألهتهم فيقولون : باسم اللات باسم العزى فوجب أن يقصد الموحد معنى اختصاص اسم الله D بالابتداء وذلك بتقديمه وتأخير الفعل كما فعل في قوله : " أ إياك نعبد " حيث صرح بتقديم الاسم إرادة للاختصاص . والدليل عليه قوله : " بسم الله مجراها ومرساها " هود : ا . فإن قلت : فقد قال : " اقرأ باسم ربك " العلق : ا فقدم الفعل . قلت : هناك تقديم الفعل أوقع لأنها أؤل سورة نزلت فكان الأمر بالقراءة أهم . فان قلت : ما معنى تعلق اسم الله بالقراءة قلت : فيه وجهان : أحدهما أن يتعلق بها تعلق القلم بالكتبة في قولك : كتبت بالقلم على معنى أن المؤمن لما اعتقد أن فعله لا يجيء معتدأ به في الشرع واقعا على السنة حتى يصدر بذكر اسم الله لقوله E : " كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر " إلا كان فعلا كلا فعل جعل فعله مفعولا باسم الله بهما كما يفعل الكتب بالقلم . والثاني أن يتعلق بها تعلق الدهن بالإنبات في قوله : " تنبت بالدهن " المؤمنون : على معنى : متبركأ بسم الله أقرأ وكذلك قول الداعي للمعرس : بالرفاء والبنين معناه أعرست ملتبسأ بالرفاء والبنين وهذا الوجه أعرب وأحسن فان قلت : فكيف قال الله تبارك وتعالى متبركأ باسم الله أقرأ قلت : هذا مقول على ألسنة العباد كما يقول الرجل الشعر على لسان غيره وكذلك : " الحمد لله رب العالمين " إلى آخره وكثير من القرآن على هذا المنهاج ومعناه تعليم عباده كيف يتبركون باسمه وكيف يحمدونه ويمجدونه ويعظمونه . فان قلت : من حق حروف المعاني التي جاءت على حرف واحد أن تبنى على الفتحة التي هي أخت السكون نحو كاف التشبيه ولام الابتداء وواو العطف وفائه وغير ذلك فما بال لام الإضافة وبائها بنيتا على الكسر . قلت : أما اللام فللفصل بينها وبين لام الابتداء وأما الباء فلكونها لازمة للحرفية والجر والاسم أحد الأسماء العشرة التي بنوا أوائلها على السكون فإذا نطقوا بها مبتدئين زادوا همزة لئلا يقع ابتداؤهم بالساكن إذا كان دأبهم أن يبتدئوا بالمتحرك ويقفوا على الساكن لسلامة لغتهم من كل لكنة وبشاعة ولوضعها على غاية من الإحكام والرصانة واذا وقعت في الدرج لم تفتقر إلى زيادة شيء . ومنهم من لم يزدها واستغنى عنها بتحريك الساكن فقال : سم وسم . قال : باسم الذي في كل سورة سمة وهو من الأسماء المحذوفة الأعجاز : كيد ودم وأصله : سمو بدليل تصريفه : كأسماء وسمي وسميت واشتقاقه من السمو لأن التسمية تنويه بالمسمى واشادة بذكره ومنه قيل للقب النبز : من النبز بمعنى النبر وهو رفع الصوت . والنبز قشر النخلة ! .
الأعلى . فان قلت : فلم حذفت الألف في الخط وأثبتت في قوله : باسم ربك . قلت : قد اتبعوا في حذفها حكم الدرج دون الابتداء الذي عليه وضع الخط لكثرة الاستعمال وقالوا : طو لت الباء تعويضأ من طرح الألف . وعن عمر بن عبد العزيزأنه قال لكاتبه : طؤل الباء وأظهر السنات ودور الميم . والله أصله الإله . قال : معاذ الإله أن تكون كظبية ونظيره : الناس أصله الأناس . قال : .
إن المنا يا يطلع ... ن على الإناس الآمنينا .
فحذفت الهمزة وعوض منها حرف التعريف ولذلك قيل في النداء : يا ألله بالقطع