" كل " أي كل واحد منا ومنكم " متربص " للعاقبة ولما يؤول إليه أمرنا وأمركم . وقرىء : " السواء " بمعنى الوسط والجيد . أو المستوى والسوء والسوأي والسوي تصغير السوء . وقرىء : " فتمتعوا فسوف تعلمون " قال أبو رافع : حفظته من رسول الله A . عن رسول الله A : " من قرأ سورة طه أعطي يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار " . وقال : " لا يقرأ أهل الجنة من القران إلا طه ويس " .
سورة الأنبياء .
مكية وآياتها اثنتا عشرة ومائة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
" اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون " .
هذه اللام : لا تخلو من أن تكون صلة لاقتراب أو تأكيدا لإضافة الحساب إليهم كقولهم : أزف للحي رحيلهم الأصل أزف رحيل الحي ثم أزف للحي الرحيل ثم ازف للحى رحيلهم . ونحوه ما أورده سيبويه في باب ما يثني فيه المستقر توكيدا عليك زيد حريص عليك . وفيك زيد راغب فيك . ومنه قولهم : لا أبالك لأن اللام مؤكدة لمعنى الإضافة وهذا الوجه أغرب من الأول . والمراد اقتراب الساعة وإذا اقتربت الساعة فقد اقترب ما يكون فيها من الحساب والثواب والعقاب وغير ذلك . ونحوه : " واقترب الوعد الحق " الأنبياء : 97 ، فإن قلت : كيف وصف بالاقتراب وقد عدت دون هذا القول أ كثر من خمسمائة عام . قلت : هو مقترب عند الله والدليل عليه قوله D : " ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون " الحج : 47 ، ولأن كل آت - وإن طالت أوقات استقباله وترقبه - قريب إنما البعيد هو الذي وجد وانقرض ولأن ما بقي في الدنيا أقصر وأقل مما سلف منها بدليل انبعاث خاتم النبيين الموعود مبعثه في آخر الزمان . وقال E : " حذاء ولم تبق إلا صبابة كصبابة الإناء . وإذا كانت بقية الشيء وإن كثرت في نفسها قليلة بالإضافة إلى معظمه كانت خليقة بأن توصف بالقلة وقصر الذرع " . وعن ابن عباس Bهما : أن المراد بالناس : المشركون . وهذا من إطلاق اسم الجنس على بعضه للدليل القائم . وهو ما يتلوه من صفات المشركين . وصفهم بالغفلة مع الإعراض على معنى : أنهم غافلون عن حسابهم ساهون لا يتفكرون في عاقبتهم ولا يتفطنون لما ترجع إليه خاتمة أمرهم مع اقتضاء عقولهم أنه لا بد من جزاء للمحسن والمسيء . لماذا قرعت لهم العصا ونبهوا عن سنة الغفلة وفطنوا لذلك بما يتلى عليهم من الآيات والنذر . أعرضوا وسنوا أسماعهم ونفروا .
" ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون "