قرئ : الفلك بضم اللام . وكل فعل يجوز فيه فعل كما يجوز في كل فعل فعل على مذهب التعويض . وبنعمات الله : بسكون العين . وعين فعلات يجوز فيها الفتح والكسر والسكون " بنعمت الله " بإحسانه ورحمته " صبار " على بلائه " شكور " لنعمائه وهما صفتا المؤمن فكأنه قال : إن في ذلك لآيات لكل مؤمن .
" وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بئاياتنا إلا كل ختار كفور " يرتقع الموج ويتراكب فيعود مثل الظلل والظلة : كل ما أظلك من جبل أو سحاب أو غيرهما وقرئ : كالظلال جمع ظلة . كقلة وقلال " فمنهم مقتصد " متوسط في الكفر والظلم خفض من غلوائه وانزجر بعض الانزجار . أو مقتصد في الإخلاص الذي كان عليه في البحر يعنى أن ذلك الإخلاص الحادث عن الخوف لا يبقى لأحد قط والمقتصد قليل نادر . وقيل : مؤمن قد ثبت على ما عاهد عليه الله في البحر . والختر : أشد الغدر . ومنه قولهم : إنك لا تمد لنا شبرا من غدر إلا مددنا لك باعا من ختر قال : .
وإنك لو رأيت أبا عمير ... ملأت يديك من غدر وختر .
" يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " " لا يجزى " لا يقضى عنه شيئا . ومنه قيل للمقتاضي : المتجازى . وفي الحديث في جذعه بن نيار : تجزى عنك ولا تجزى عن أحد بعدك . وقرئ : لا يجزئ لا يغنى . يقال : أجزأت عنك مجزأ فلان . والمعنى : لا يجزى فيه فحذف . " الغرور " الشيطان . وقيل : الدنيا وقيل : تمنيكم في المعصية المغفرة . وعن سعيد بن جبير Bه : الغرة بالله : أن يتمادى الرجل في المعصية ويتمنى على الله المغفرة . وقيل : ذكرك لحسناتك ونسيانك لسيئاتك غرة . قرئ بضم الغين وهو مصدر غرة غرورا وجعل الغرور غارا كما قيل : جد جده . أو أريد زينة الدنيا لأنها غرور . فإن قلت : قوله : " ولا مولود هو جاز عن والده شيئا " وارد على طريق من التوكيد لم يرد عليه ما هو معطوف عليه . قلت : الأمر كذلك ؛ لأن الجملة الإسمية آكد من الفعلية وقد انضم إلى ذلك قوله : " هو " وقوله : " مولود " والسبب في مجيئه على هذا السنن : أن الخطاب للمؤمنين وعليتهم : قبض آباؤهم على الكفر وعلى الدين الجاهلي فأريد حسم أطماعهم وأطماه الناس فيهم : أن ينفعوا آباءهم في الآخرة وأن يشفعوا لهم وأن يغنوا عنهم من الله شيئا ؛ فلذلك جيء به على الطريق الآكد . ومعنى التوكيد في لفظ المولود : أن الواحد منهم لو شفع للأدب الأدنى الذي ولد منه لم تقبل شفاعته فضلا أن يشفع لمن فوقه من أجداده ؛ لأن الولد يقع على الولد وولد الولد ؛ بخلاف المولود فإنه لمن ولد منك .
" إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير " روي : أن رجلا من محارب وهو الحارث بن عمرو بن حارثة أتى النبي A فقال : يا رسول الله أخبرني عن الساعة متى تمطر ؟ وأخبرني عن امرأتي فقد اشتملت ما في بطنها أذكر أم أنثى ؟ وإني علمت ما علمت أمس فما أعمل غدا ؟ وهذا مولدي قد عرفته فأين أموت ؟ فنزلت وعن النبي A :